عمران لم يعد فيها سوى أربعة في المائة من السكان

«الشرق الأوسط» تجول على القرى المحيطة بها

صورتان للطريق المؤدي إلى عمران («الشرق الأوسط»)
TT

في الطريق من صنعاء إلى عمران التي سقطت تحت سيطرة الحوثيين، تبدو الأوضاع هادئة وكأنه لا توجد حرب واستيلاء على أقرب المدن إلى العاصمة، فكل المدن والقرى نائمة بعد الفجر ولا تعزيزات عسكرية في الطريق باستثناء النقاط الرسمية وهي «نقطة الأزرقين» و«نقطة المفرق» الذي يقود، يمينا، إلى منطقة «ذيفان» وهي النقطة العسكرية التي تجولت فيها «الشرق الأوسط»، ثم إلى النقطة التالية المطلة على مدينة عمران. وعلى مشارف المدينة يحذر المواطنون الزائرين من الدخول إلى مدينة عمران التي يطلقون عليها، «مدينة الأشباح»، حيث يؤكدون أنه لا يوجد هناك سوى الدمار، ومؤسسات الدولة المنهوبة، وانتشار مسلحين حوثيين على بعد النظر بينك وبينهم وقناصة يعتلون الجبال، ولا يسمح الحوثيون بالدخول سوى للموالين لهم.

والشيء الأهم، الذي تأكدت منه «الشرق الأوسط» في جولتها على مشارف عمران، المحافظة المستحدثة التي كانت تحوي أكثر من 120 ألف نسمة، إنه لم يعد بها سوى ما يزيد أو يقل عن خمسة آلاف نسمة أي نحو أربعة في المائة من سكانها الذين أثروا البقاء في مساكنهم والمغامرة، ولوحظ أن حركة النزوح ما زالت مستمرة ومتواصلة للمواطنين من عمران باتجاه العاصمة صنعاء.

وعلمت «الشرق الأوسط» من مصادر سياسية وقبلية في العاصمة صنعاء أن هناك لجنة وساطة قبلية بين الحكومة اليمنية وبين المتمردين الحوثيين، وقالت المصادر لـ« الشرق الأوسط» إن لجنة الوساطة طرحت ثلاث نقاط رئيسة، أبرزها وأهمها انسحاب ميليشيا الحوثيين المسلحة من مدينة عمران وإخلاء المؤسسات الحكومية. وخلال الساعات القليلة الماضية، أعلن الحوثيون استعدادهم للانسحاب من مدينة عمران وليس المحافظة، مقابل أن لا يتم وضعهم في قائمة «المنظمات الإرهابية»، على المستوى المحلي أو الدولي.

وبات في حكم المؤكد مقتل العميد الركن حميد القشيبي، قائد اللواء (310) بيد الحوثيين بعد القبض عليه حيا انتقاما لمشاركته في الحروب السابقة ضد الحوثيين في محافظة صعدة منذ عام 2004، وللعلاقة الوطيدة التي تربطه باللواء علي محسن الأحمر، مستشار رئيس الجمهورية لشؤون الدفاع والأمن.