الحوثيون يفرضون بالسلاح تعديل الدستور

عشرات القتلى والجرحى في اشتباكات حول القصر الرئاسي في صنعاء

مسلحون حوثيون في محيط القصر الرئاسي في صنعاء أمس (أ.ب)
TT

أعلنت وزيرة الإعلام اليمنية نادية السقاف في وقت متأخر من مساء أمس, عن توصل الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي والحوثيين إلى اتفاق يتضمن إطلاق سراح مدير مكتب الرئاسة أحمد بن مبارك الذي اختطف أول من أمس، وتوسعة الهيئة الوطنية الخاصة بتنفيذ مخرجات مؤتمر الحوار، إضافة إلى تعديل مسودة الدستور. وجاء ذلك بعد يوم دامٍ في صنعاء طوق فيه المسلحون الحوثيون القصر الرئاسي على خلفية أزمة الدستور.

وأفاق اليمنيون فجر أمس على أصوات القصف بالمدفعية الثقيلة والاشتباكات العنيفة في محيط قصر الرئاسة الذي حاول الحوثيون السيطرة عليه, غير أن قوات الجيش المرابطة هناك تصدت لهم وقامت بقصف بعض المواقع التي يتمركز فيها الحوثيون بالمدفعية.

ولا يقيم الرئيس هادي في القصر، إذ يزاول عمله من منزله. وقال وزير الصحة والسكان اليمني، الدكتور رياض ياسين عبد الله، إنه جرى حصر 9 قتلى و67 جريحا حصيلة الذين سقطوا في الاشتباكات. وقالت وزيرة الإعلام اليمنية لـ«الشرق الأوسط» إن الاشتباكات اندلعت عندما حاول مسلحون حوثيون وعناصر من الحرس الجمهوري الموالين للرئيس السابق علي عبد الله صالح, الدخول إلى دار الرئاسة وهم يطالبون بتوسيع عضوية مجلس الشورى من أجل أن يضم المجلس الحوثيين والفئات الأخرى التي لم تكن ممثلة فيه.

من ناحية ثانية, قال متحدث باسم الحكومة اليمنية إن الميليشيات الحوثية حاصرت مساء أمس مقر سكن رئيس الوزراء خالد بحاح في القصر الجمهوري بعد ساعات من تعرض موكبه لإطلاق نار.

وقال قيادي حوثي إن مسلحيهم تمكنوا من السيطرة على تبة النهدين المطلة على دار الرئاسة، في حين قالت مصادر محلية لـ«الشرق الأوسط» إن أطقما عسكرية يُعتقد أنها موالية للرئيس صالح شوهدت وهي تقوم بتوزيع ملابس عسكرية على ميليشيات الحوثيين المنتشرة في صنعاء. من جهة أخرى, كشفت مصادر يمنية لـ«الشرق الأوسط» أن المتمردين الحوثيين نقلوا أحمد عوض بن مبارك، مدير مكتب الرئيس اليمني، إلى مقر آمن في مدينة صعدة التي تمثل المعقل الرئيسي للجماعة.

وذكر مصدر في مكتب عبد الملك الحوثي لـ«الشرق الأوسط» ,أن لجنة رئاسية باشرت الإشراف على وقف إطلاق النار، وعلى نشر مراقبين في المواقع التي شهدت مواجهات، وقال مصدر عسكري يمني، فضل عدم ذكر اسمه، لـ«الشرق الأوسط»: «ما جرى في صنعاء سيناريو أولي لمشروع انقلاب عسكري».

في غضون ذلك، قال عنتر الذيفاني، الناطق باسم تحالف قبائل اليمن، في حديث هاتفي مع «الشرق الأوسط» أمس، إن 13 ألف مقاتل من القبائل يستعدون لخوض معركة حاسمة ضد الحوثيين في محافظة مأرب التي تبعد 180 كلم في الشرق من العاصمة صنعاء.