حذر الرئيس السوداني الفريق عمر البشير من احتمال عدم اعادة الحكم الديمقراطي الى السودان وقال، وهو يتحدث في حفل عشاء اقامه احد رجال الاعمال في منزله ودعا له عدداً من الشخصيات المستقلة «ان الانقاذ جاءت لوضع حد للممارسة التي صاحبت الحياة السياسية خلال فترة الديمقراطية السابقة (86/1989) وان القوى السياسية الآن مدعوة لوضع اسس جديدة للممارسة الديمقراطية ومن ثم اجراء الانتخابات، اما اذا فشلت هذه القوى في وضع الأسس فان الانقاذ ستستمر بصيغتها الراهنة».
واضاف البشير في حديثه ان الحكومة طرقت كل الابواب المؤدية الى الوفاق وسلكت كل السبل وعقدت العديد من الاجتماعات داخل وخارج الوطن وبعثت الرسل والرسائل وستمضي الحكومة على هذا الطريق حتى يتحقق الوفاق المنشود.
ورداً على مداخلات الحضور خلال النقاش اكد البشير ان السبيل الوحيد لتفادي الانقلابات العسكرية هو ان تمارس الاحزاب السياسية خلال الفترة المقبلة الديمقراطية بشكل سليم. وقد اقترح عدد من الشخصيات اعتبار المرحلة القادمة بعد انتخابات رئاسة الجمهورية مرحلة انتقالية لمدة خمس سنوات وتشكيل حكومة تكنوقراط لكي تبني الاحزاب نفسها خلال هذه الفترة على اسس سليمة. وطالب عدد اخر بضرورة ايجاد صيغة لمشاركة القوات المسلحة في الحكم خلال وبعد الفترة الانتقالية.
وكان الهدف من حفل العشاء اتاحة الفرصة للبشير للاستماع مباشرة الى آراء شخصيات سودانية مهتمة بالشأن العام من غير اعضاء الاحزاب او المنتسبين للحركة الاسلامية. ووفقاً لمصادر حضرت اللقاء فان البشير ركز على الجوانب السياسية ولم يتطرق الى القضايا الفكرية.