«انقلابات سياسية» في الانتخابات اللبنانية

سقوط حبيقة ونجاح بيار الجميل وفوز لائحة جنبلاط بأكملها وتلويح بالاستقالة من كرامي

TT

اظهرت النتائج التي تمخضت عنها الجولة الاولى من الانتخابات النيابية اللبنانية، ان لبنان يتجه للدخول في مرحلة سياسية جديدة، مع تسلم المجلس النيابي المنتخب مهماته، ستشهد تحالفات سيكون لها تأثيرها في الحياة السياسية في هذا البلد، خصوصاً اذا تمكن المعارضون من كسب مزيد من المقاعد النيابية في الجولة الانتخابية الثانية والاخيرة التي ستجرى الاحد المقبل شاملة دوائر محافظات بيروت والجنوب والبقاع.

وبدا من النتائج، التي توافرت حتى مساء امس، ان المعارضين كسبوا المعركة الانتخابية بما يشبه الانقلاب السياسي الابيض في دائرتي الشوف وعاليه ـ بعبدا، اذ فازت لائحتا وليد جنبلاط رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي بكاملهما، ما عدا خرق في مقعد ماروني واحد في دائرة عاليه من دون كسر الجرة مع النائب طلال ارسلان الذي ابقى له مقعده خالياً في اللائحة الجنبلاطية، ومع «حزب الله» الذي فاز مرشحه في بعبدا النائب السابق علي عمار، فيما سقط النائب ايلي حبيقة وكذلك النائب بيار دكاش.

أما في دائرة المتن الشمالي فقد فازت لائحة وزير الداخلية ميشال المر مخروقة بمقعدين مارونيين معارضين احتلهما النائب نسيب لحود وبيار امين الجميل (نجل الرئيس اللبناني السابق امين الجميل) الامر الذي سيؤدي لاحقاً الى احتدام الصراع السياسي على الزعامة السياسية في هذه المنطقة التي ينتمي اليها رئيس الجمهورية اميل لحود الذي فاز نجله اميل اميل لحود بمقعد نيابي حائزاً المرتبة الثانية في عدد الاصوات بعد الوزير المر.

واذ سجل المعارضون خرقاً بمقعد واحد في دائرة كسروان ـ جبيل تمثل بفوز النائب فارس بويز مخترقاً لائحة الوزير السابق جورج افرام، اكتسحت لائحة الوزيرين سليمان فرنجية ونجيب ميقاتي مقاعد دائرة الشمال الثانية، لكنها لم تسقط الرئيس السابق للحكومة عمر كرامي وحليفته النائبة نايلة معوض اللذين فازا. وسقط مرشح «الجماعة الاسلامية» عبد الله بابتي لمصلحة النائب مصباح الاحدب (منفرد).الا ان كرامي اعرب امس عن احتمال استقالته من البرلمان احتجاجا على النتائج.

اما في عكار فقد اخترقت لائحة «الارادة الشعبية» المنافسة للائحة الائتلافية برئاسة النائب عصام فارس باربعة مقاعد سنية ومارونية وارثوذكسية.

وتوقعت مصادر سياسية لبنانية ان تكون لهذه النتائج انعكاساتها على الجولة الانتخابية الاخيرة الاحد المقبل. اذ ان المعارضين سيعملون خلالها على الفوز بمزيد من المقاعد النيابية استعداداً للمعركة التي ستخوضها لاحقاً بالنسبة الى الحكومة الجديدة، رئيساً واعضاء.