جنود إسرائيليون ينكلون بعاملين فلسطينيين وزميلهما يصوّر الحادثة بالفيديو

TT

«.. بعد ان شعرت انني أموت بين ايديهم، ألقوا بي أرضا. ثم جاء احدهم فأمسك بشعري وداس بحذائه العسكري رقبتي، وابتسم، في حين كان زميله يلتقط صورة للمشهد..!!».

هكذا روى الشاب الفلسطيني المقدسي، فيصل غرايبة، امس خاتمة تعذيبه والتنكيل الشرس به وبزميل آخر له، فجر امس على أيدي اثنين من رجال حرس الحدود الاسرائيلي.

والشابان الفلسطينيان يعملان في حانوت يهودي في القدس الغربية، وكانا متوجهين الى العمل، فجر امس، بسيارة تابعة لمكان العمل. فأوقفتهما دورية حرس الحدود وفيها ثلاثة جنود، طلبوا منهما بطاقة الهوية، فعندما عرفا انهما عربيان، أمروهما بالنزول من السيارة والوقوف وأيديهما على جدار الشارع. ثم دخل احد الجنود الى السيارة للمراقبة فيما تفرغ الجنديان الآخران لضربهما.

وقال فيصل «بدأت المسألة بتوجيه الصفعات وفهمنا انهم يستهدفون التسلية لا اكثر، فهم لم يسألوا اي سؤال. ولم يسمعوا منا اية ملاحظة استفزازية. وكل ما هنالك انهم كانوا يضربوننا ويضحكون. مرة لكمة على الوجه، ومرة رفسة في الظهر، واخرى ركلة على المحاشم. كانوا يتنافسون على التفنن في توجيه الضربات. فيقول الواحد للآخر: «لا. ليس هكذا.. انت لا تعرف كيف توجعه بشكل افضل». ويرد الآخر «انا اوجعه بشكل اشد»، ويضحكون».

وبعد انهاك الشابين الفلسطينيين بالضرب، جاء مشهد التصوير بالكاميرا. ثم اطلق سراحهما من دون شيء. فعادا كل الى بيته «دخلت البيت وانا ابكي، فلم اعرف ماذا افعل، وماذا اقول.. حتى جاء صاحب العمل». وصاحب العمل هو رجل دين يهودي، كان قد استغرب تأخرهما عن العمل، فسأل، وتوجه بنفسه الى بيتيهما فوجدهما في حالة مأساوية، الدم ينزف من عدة اماكن في خديهما والالم يرتسم على وجهيهما ويزعق من داخلهما. وقال الحاخام يوسف ابابو «لو لم أر بعيني، لما كنت اصدق ذلك». وقال الحاخام ابابو: انا اخجل كيهودي من تصرفهم الوحشي هذا. واطلب معاقبتهم، ليس من اجل الفلسطينيين، بل من اجلنا نحن اليهود. فاذا كنا نتعامل على هذا النحو مع عاملين مخلصين مثلهما، فما الغرابة في ان نمارس التنكيل البشع ضد بعضنا البعض؟!