مبارك يهاجم الرئيس اليمني: لا نريد عنتريات ومن يريد حرب إسرائيل فليرسل جيشه ويرنا شطارته

الأمير عبد الله يتلقى اتصالا من أنان * فرنسا تحذر من الانزلاق إلى الهاوية * السلطة الفلسطينية تعتبر الساعات المقبلة خطيرة وحساسة

TT

وعبد الله عيسى القاهرة ـ تل أبيب: «الشرق الأوسط» تصاعدت امس حدة التوتر في الاراضي الفلسطينية والجنوب اللبناني خاصة مع تعزيز الجيش الاسرائيلي لوجوده حول المدن الفلسطينية في الضفة الغربية وقطاع غزة وحول المستوطنات في الضفة والقطاع وشمال اسرائيل، وكذلك مع اقتراب انتهاء المهلة التي حددها رئيس الوزراء الاسرائيلي ايهود باراك للرئيس الفلسطيني ياسر عرفات لوضع حد للمواجهات. واعتبرت السلطة الفلسطينية ان «الساعات المقبلة خطيرة وحساسة».

وحذر وزير الخارجية الفرنسي هوبير فيدرين من ان «الوضع في الشرق الاوسط الاخطر منذ ما قبل اتفاق اوسلو»، ودعا القيادتين الفلسطينية والاسرائيلية الى جعل تفادي الانزلاق نحو الهاوية أولويتهما القصوى وعدم ارتكاب خطأ قاتل.

وتلقى الامير عبد الله بن عبد العزيز ولي العهد ونائب رئيس مجلس الوزراء ورئيس الحرس الوطني السعودي امس اتصالا هاتفيا من الامين العام للامم المتحدة كوفي انان جرى خلاله تبادل وجهات النظر حول التطورات في المنطقة وعدد من القضايا في الساحة الدولية.

الى ذلك نشبت أزمة مفاجئة بين القاهرة من جهة وطرابلس وصنعاء من جهة أخرى كشف عنها الرئيس المصري حسني مبارك أمس، اذ وجه انتقادات الى مواقف الرئيسين معمر القذافي وعلي عبد الله صالح بسبب مطالبة الأول باعلان الحرب قبيل المضي في اجراءات عقد القمة، وتساؤلات الثاني عن مغزى عقد القمة رغم مطالبته بها منذ أكثر من عام ونصف العام.

ووصف الرئيس المصري بعد لقائه قيادات الجيش خلال افتتاحه لمركز الصحة النفسية مثل هذه التصريحات بأنها للاستهلاك المحلي وتفتقد الى المنطق وبغية الحصول على تصفيق الشعوب، وقال «لا أرغب في أن أحظى بمثل هذا التصفيق، فالوضع خطير جداً ولا يحتمل مثل هذه التصريحات العنترية».

وبدا الرئيس مبارك محتداً في المؤتمر الصحافي الذي دعا إليه على «عجالة»، وقال: الرئيس اليمني ابلغني في اتصال هاتفي تأييده لعقد القمة العربية لكنه عاد الى التساؤل هل السعودية وسورية موافقتان على عقدها وأبلغته بموافقة البلدين. وعن مطالبة الرئيس صالح بمحاربة اسرائيل في حالة وجود حدود لبلاده. قال الرئيس مبارك: نحن على استعداد ان نوفر له قطعة الأرض اللازمة لشن هذه الحرب وعليه ارسال جيشه ليكشف لنا عن شطارته.

وتجنب مبارك تسمية الزعيم الليبي معمر القذافي، لكنه قال: هناك من يريد ان نعلن الحرب قبل الاعداد للقمة ومثل هذا الحديث «كلام فارغ». ودعا الرئيس مبارك القادة العرب الى التحلي بالحكمة للتعامل مع هذا الوضع الخطير، مؤكداً على المضي قدماً في اجراءات عقدها يوم الحادي والعشرين من الشهر الجاري بمن يحضرها، وقال: «دعونا للقمة وهم أحرار، ولا نريد أن نسمع ان مصر هي التي عطلت انعقادها»، واستغرب موقف الرئيس اليمني الذي دعا للقمة منذ أكثر من عام ونصف عام، وقال: «نحن نعلم من كان وراء ذلك»، ودعا الى اعطاء الفرصة للقادة العرب ووزراء خارجيتهم لبحث الخطوات التي يمكن اتخاذها للتعامل مع الوضع الراهن.

ورغم الانتقادات التي وجهها الرئيس مبارك الى ليبيا بعث برسالة أمس حملها وزير خارجيته عمرو موسى الى الزعيم الليبي الذي يزور سورية حالياً ضمنها الأسباب التي دعت مصر الى الدعوة لعقد هذه القمة.

وعن تدهور الوضع الأمني في الجنوب اللبناني رفض مبارك مبدأ الاختطاف والاحتجاز، محملا اسرائيل مسؤولية اختطاف حزب الله لجنودها الثلاثة بسبب عدم افراجها عن القياديين السبعة عشر الذين اعتقلتهم خلال احتلالها للجنوب اللبناني، وحسم مسألة رفض خيار الحرب لاستعادة الأراضي العربية المحتلة عبر مفاوضات السلام.

واعربت موسكو امس عن قلقها ازاء الوضع في الشرق الاوسط، وكان من المقرر ان يصل وزير خارجيتها ايجور ايفانوف الى دمشق في وقت لاحق من مساء امس قبل ان يتوجه الى اسرائيل اليوم.

وصرح صمويل بيرجر مستشار الرئيس الاميركي للامن القومي ان الرئيس كلينتون قد يتصل اليوم بالرئيس السوري بشار الاسد لكي يتدخل لتهدئة الوضع في جنوب لبنان.

وقال رئيس الوزراء الاسرائيلي ايهود باراك امس انه «يتفهم» إحجام اميركا عن استخدام الفيتو في مجلس الامن الذي اصدر قرارا فجر امس يدين افراط اسرائيل في استخدام القوة ضد الفلسطينيين. وكانت اميركا قد لجأت الى الامتناع عن التصويت بدل استخدام الفيتو مما سهل تبني مجلس الامن للقرار.

وفي تصريح غير مسبوق في اسرائيل ضد زيارة شارون للاقصى، وصف رئيس الكنيست ابراهام بورغ هذه الزيارة بانها عمل استفزازي. ونقلت وكالة رويترز عن بورغ قوله لمحطة تلفزيون سكاي البريطانية انه لا يستطيع ان يعلل او يدافع عن زيارة شارون للحرم.