معركة 6 ساعات بين الفلسطينيين والمستوطنين والجيش الإسرائيلي

توطين أربع عائلات يهودية في الحي الإسلامي بالقدس * قمة يهودية لمواجهة العربية* انفجار في مقر «القوة 17»

TT

تل أبيب: نظير مجلي رغم انخفاض وتيرة المواجهات في المدن الفلسطينية الاخرى في الضفة الغربية وقطاع غزة، فان نابلس شهدت امس اعنف المعارك المسلحة بين شبيبة حركة فتح والمواطنين الفلسطينيين من جهة والمستوطنين وجيش الاحتلال الذين حاولوا العودة الى ما يعتبره اليهود قبر يوسف على اطراف المدينة من جهة اخرى.

واستمرت المعركة 6 ساعات واسفرت عن مقتل اسرائيلي وجرح 5 اخرين واستشهاد فلسطيني هو زاهي العارضة (39 سنة)، وثمة معلومات غير مؤكدة عن استشهاد آخر وجرح اكثر من 10، جراح احدهم وهو علي موسى فرح (20 سنة) خطيرة. ودفع الجيش الاسرائيلي في المعركة بـ5 مروحيات عسكرية وطائرتي استطلاع وطائرة انقاذ، غير ان غزارة النيران حالت دون تقدم الجيش لسحب جرحاه، كما لم يتمكن الفلسطينيون من الوصول اليهم حسب قول حسام خضر عضو المجلس التشريعي الفلسطيني عن دائرة نابلس لـ«الشرق الأوسط».

وشهدت مدن بيت لحم والخليل وطولكرم وقلقيلية وخانيونس مواجهات عنيفة ايضا اسفرت عن سقوط عدد من الجرحى. في غضون ذلك تبادل المسؤولون الاسرائيليون والفلسطينيون الاتهامات بشأن انتهاك اعلان شرم الشيخ. فمن جانبه اتهم وزير الخارجية الاسرائيلي بالوكالة شلومو بن عامي الفلسطينيين بعدم تنفيذ اعلان شرم الشيخ تنفيذا كاملا. وقال ان «الميليشيات المسلحة لحركة فتح ليست انتهاكا لتفاهم شرم الشيخ وحسب بل للاتفاقات الموقعة منذ عام 1993».

وزعم بن عامي انه يمتلك «معلومات جدية» حول مجموعة فلسطينية تحضر للهجوم في القدس او في منطقة تل ابيب. لكنه رفض الافصاح عن اي تفاصيل اخرى.

ويرد الفلسطينيون عليهم بأن الجانب الاسرائيلي يبرر بذلك عدم التزامه بشرم الشيخ ورفع الحصار الكامل عن المدن الفلسطينية، رغم فتح مطار غزة والمعابر. وقال خضر ان الاسرائيليين خففوا بعض الشيء الطوق الامني حول المدن. لكنهم لا يزال يقيمون حواجز عديدة على الطرق. ولديهم قوائم طويلة بأسماء فلسطينيين يزعمون انهم مطلوبون امنيا. الى ذلك قتل رجلا امن فلسطينيان تابعان لجهاز امن الرئاسة او ما يعرف بـ«القوة 17» وجرح آخرون جراء انفجار وقع في مقر الجهاز في بيت لحم. ورغم ان مسؤولي الجهاز ابلغوا الجيش الاسرائيلي بأن الحادث نجم عن انفجار انبوبة غاز، فان معلومات غير مؤكدة تلقتها «الشرق الأوسط» تفيد بأن الانفجار من فعل فاعل وناجم عن خلافات بين هذا الجهاز وجهاز آخر.

وفي احتفال احتلالي رسمي، اعلن عن توطين اربع عائلات يهودية جديدة في قلب الحي الاسلامي في البلدة القديمة في القدس الشرقية المحتلة امس. وجرى الاحتفال في باحة حائط البراق (المبكى) وسط حراسة مشددة، لأن الشرطة منعت المستوطنين اليهود من اجراء الاحتفال داخل الحي او البيت الذي سيقطنونه، وذلك لأسباب أمنية. وامس اقيم الاحتفال بحضور رئيس البلدية ايهود اولمرت، وبمصادقة من وزير الأمن الداخلي والشرطة شلومو بن عامي. وقال أولمرت في الاحتفال «ان هذا النشاط ضروري جدا في هذه المرحلة التي تتميز بالثأثأة السياسية لدى الحكومة. إذ انها رسالة واضحة للفلسطينيين وللعالم اجمع، بأن القدس لنا». الى ذلك دعا قائد المنظمات اليهودية في الولايات المتحدة الاميركية، رونالد لاودر، زعماء اليهود في العالم الى عقد «مؤتمر قمة» لمواجهة مؤتمر القمة العربية. ويدرس قادة الوكالة اليهودية العالمية وكذلك وزير شؤون اليهود في العالم في الحكومة الاسرائيلية، ميخائيل ملكيئور، بجدية هذا الاقتراح. ويخططون لاخراجه الى حيز التنفيذ يوم الاحد المقبل، وهو موعد اختتام القمة العربية. وسيصل بعد غد وفد يمثل المنظمات اليهودية في اوروبا، ويرافق هؤلاء حشد من الصحافيين.