وديع الحاج من فتى ماروني خجول إلى سكرتير لابن لادن

«الشرق الاوسط» تسلط الأضواء على سيرة الأصولي المتهم في أميركا

TT

تبدأ في الثالـث من ينايــــر (كانون الثاني) المقبل امام محكمة فيدرالية في نيويورك محاكمة من تسميهم الولايات المتحدة «اعوان اسامة بن لادن» الذين تتهمهم بالمسؤولية عن هجمات ضد مصالحها، بما فيها تفجير سفارتيها في كينيا وتنزانيا عام .1998 وبين هؤلاء اللبناني وديع الحاج واسمه هو مجرد واحد من اسماء عديدة يعرف بها هذا المتهم الذي ولد مارونياً في لبنان عام 1960 ليصبح، كما تتهمه السلطات الاميركية، سكرتيرا شخصيا لابن لادن.

ولم يكن احد من جيران عائلة الحاج يتصور ان هذا الشاب الماروني الخجول المسجل على انه من مواليد صيدا والحاصل على الجنسية الاميركية سينتهي المطاف به في سجن المتروبوليتان في نيويورك بعد مزاعم تورطه في انشطة تنظيم «القاعدة». وهناك اكثر من كنية استخدمها الحاج خلال تنقلاته الكثيرة بين السودان وافغانستان واوروبا والولايات المتحدة. فمن اسمائه «عبد الصبور» و«ابو عبد الله اللبناني» و«التنزاني» و«المدير»، غير ان أحب الالقاب لديه هو «الحاج نورمان»، وهو لقب يجمع بين شخصيته قبل اعتناقه الاسلام في الكويت عندما كان في السادسة عشرة من العمر وبين حياته «الجهادية» في افغانستان عندما كان بن لادن يناديه «الحاج».

وحسب المصادر الاميركية، فان من المحطات البارزة في حياة وديع الحاج سنوات الخصومة والعداء والصفعات التي تلقاها من عائلته عقب اعتناقه الاسلام حيث ساعده أحد الائمة وتبناه ثم ارسله الى الولايات المتحدة لتلقي تعليمه الجامعي في جامعة ساوث ويسترن بولاية لويزيانا. وجاءت نقطة التحول في حياة الحاج بعد شهور من اندلاع الحرب الافغانية عندما شد الرحال الى افغانستان، متطوعا لمحاربة السوفيات. وفي افغانستان التقى الاصولي الفلسطيني عبد الله عزام، مؤسس «مكتب الخدمات» الذي اصبح النواة الحقيقية لتنظيم «القاعدة» والذي تولى رئاسته في ما بعد بن لادن. ويقول كثيرون من المراقبين ان الحاج كان حلقة الوصل بين بن لادن وعزام الذي كان يشرف على العشرات من «الافغان العرب».