«الشرق الأوسط» تدخل منازل أمهات شهداء الانتفاضة

TT

مضت امس ثلاثة اشهر كاملة على اندلاع انتفاضة الاقصى. وصادف امس ايضا عيد الفطر المبارك الذي تفتحت مع حلوله وبدء الشهر الرابع للانتفاضة الجروح التي لم تندمل بعد لدى الامهات الثكالى من الفلسطينيات اللاتي فقدن اطفالهن في الانتفاضة.

وتفيد آخر الاحصائيات ان 303 فلسطينيين قتلوا منذ اندلاع الانتفاضة في 28 سبتمبر (ايلول) الماضي ردا على الزيارة الاستفزازية لزعيم الليكود اليميني ارييل شارون للحرم القدسي الشريف. وفي هذه المناسبة التقت «الشرق الأوسط» عددا من هؤلاء الامهات اللاتي تحدثن والدموع تنهمر من اعينهن بغزارة عن آلامهن واحزانهن والعذاب الذي يشعرن به جراء فقدان فلذات أكبادهن. وبلغ الحزن في ام اسماعيل خلال حديثها عن ابنها البكر الذي فقدته في الايام الاولى من الانتفاضة انها قالت جادة: «لولا ايماني بالله والآخرة لحفرت قبر ابني وسكنت الى جانبه الى الابد». وما تزال ام اسماعيل ترى ابنها في كل شيء كما تقول.

اما ام سمير عليوة فإلى جانب انها ايضا فقدت ابنها البكر فان هذا الفقدان اسفر عن ترك زوجة و8 بنات صغيرات دون عائل. وتحكي ام سمير وهي تحاول اخفاء دموعها عن بنات ابنها، «ذهب سامحه الله وترك في صدري لوعة لن تفارقني حتى الممات».. ومن خلف الجدار تتدخل نوال ارملة سمير قائلة «ذهب سامحه الله وتركني مع كوم من اللحم، لا ادري ما دهاه، لا ادري كيف بامكاني ان اتدبر حياتي مع هؤلاء».

وسيظل قلب حفيظة ام صلاح فينص حزينا لان ابنها صلاح تركها وهو عريس لم يمض سوى اقل من شهر على زواجه. وتقول «ان ما يحز في نفسي هو ان صلاح استشهد قبل ان يحقق حلمي في انجاب احفاد لي». ولم يحل حرص ام محمد العجلة دون مقتل ابنها رغم انها منعت عنه المصروف الذي كان يدفعه كأجرة لسيارة كانت تقله الى محور المواجهات في المنطار. وتقول انه «في يوم استشهاده وجد شيكلا على الارض ودفعه اجرة دون ان يدري انه ذاهب الى حتفه».

وكانت ام ماهر الصعيدي تحرص ايضا على منع ابنها من المشاركة في انتفاضة الاقصى بعد اصابته في انتفاضة النفق (1997) برصاصة شلت يده. لكن حرصها لم يحم ابنها من رصاص جنود الاحتلال الاسرائيلي.

وتحكي قصة محمد ابو الشرخ مأساة معظم الفلسطينيين الذين يعانون من ضيق الحال بسبب اغلاق الاسواق وسوء الاوضاع الاقتصادية. وما زاد الطين بلة ان القتيل كان العائل الوحيد لأسرته التي تعاني من الامراض. فوالده يكابد من تلف بالكبد وأمه تعاني من سرطان الرئة واخته من مرض الصرع وابنة اخته مصابة بحالة نفسية صعبة.