اكدت متحدثة باسم الادعاء الاسكوتلندي امس تقاعد رئيس قضاة لوكربي اللورد رانالد سذرلاند لكنها نفت في تصريح لـ«الشرق الأوسط» ان يكون القاضي قد استقال بسبب تداعيات حكم الادانة الذي اصدرته المحكمة الاسكوتلندية الخاصة في هولندا بحق المواطن الليبي عبد الباسط المقرحي مما دفع الزعيم الليبي العقيد معمر القذافي لأن ينصح القضاة الثلاثة بـ«الاعتراف بخطئهم» او «الاستقالة» او «الانتحار». وفي هذا السياق قالت صحيفة «الجماهيرية» الليبية في تعليق امس ان «استقالة» سذرلاند لم تكن مفاجأة من حيث الموضوع بل من حيث التوقيت. ونقلت عنها وكالة يونايتد بريس انترناشونال قولها «لقد كنا نتوقع استقالة القضاة الاسكوتلنديين الثلاثة بعد عام او عامين من اصدار الحكم فجاءت اولى الاستقالات بعد شهر واحد فقط». وتابعت ان القضاة الثلاثة «سواء قدموا استقالاتهم اليوم او بعد عام فلقد قاموا قبل هذا باقالة ضمائرهم عندما اصدروا حكما لا علاقة له بالمحكمة ولا بالعدالة ولا بالمنطق». ودعت الصحيفة القضاة الثلاثة الى ان «يحكموا على ضميرهم المهني والاخلاقي كل يوم».
الى ذلك كشف استاذ القانون الاسكوتلندي روبرت بلاك عن لقاء تم بينه وبين الزعيم الليبي في طرابلس يوم الاثنين الماضي. وقال بلاك الذي اقترح فكرة اجراء محاكمة لوكربي في بلد ثالث «قلت للعقيد القذافي مازحا ان اللورد سذرلاند أخذ بنصيحتكم واستقال». وعن طبيعة لقائه مع القذافي، قال انه كان لغرض اطلاعه على «آخر التطورات القانونية». غير ان بلاك اوضح لـ«الشرق الأوسط» انه لا علاقة لخطوة سذرلاند بالحكم. واكد ما قالته المتحدثة باسم الادعاء اليسون شيلدز بأن سذرلاند (في السبعينات من العمر) كان مقررا ان يتقاعد في اكتوبر (تشرين الاول) الماضي وانه قبل تحت ضغوط رئاسة هيئة محكمة لوكربي.
وبخصوص الاستئناف كشف بلاك عن ان الدكتور ابراهيم الغويل كلف رسميا رئاسة فريق الدفاع عن المقرحي في مرحلة الاستئناف، مضيفا ان الفريق يدرك جسامة مهمته المتمثلة في اقناع خمسة قضاة اسكوتلنديين بنقض حكم قضاة المحكمة الاصلية الثلاثة. في السياق نفسه استبعدت شيلدز نظر الاستئناف، في حال قبوله، قبل الخريف المقبل.