السودان: اعتقال نائب الترابي

البشير أعلن حكومة من 31 وزيرا بينهم 3 من أنصار الهندي

TT

اعتقلت السلطات السودانية امس محمد الامين الخليفة القيادي البارز في المؤتمر الوطني الشعبي والذي يعد الرجل الثالث في الحزب بعد الدكتور حسن الترابي. وقالت مصادر مطلعة في المؤتمر ان خليفة اعتقل ومعه 18 عضوا في المؤتمر الشعبي كانت تبحث عنهم السلطات، ليرتفع عدد المعتقلين من الحزب الى 90 منذ اعتقال الترابي قبل يومين.

وكان خليفة قد أمّ امس صلاة الجمعة في مسجد جامعة الخرطوم الذي يصلي فيه اعضاء الحركة الاسلامية عادة، وطالب في خطبة الجمعة بالسماح بالحريات واحترام القوانين. وقال ان الاسلام يطالب بالسلام، وان الحرب امر طارئ. وعقب الصلاة خرج عدد من مؤيدي البشير من المسجد وهم يحملون صور الفريق الزبير الذي كان نائبا لرئىس الجمهورية وقتل في حادث طائرة قبل 3 سنوات، وهم يرددون هتافات مؤيدة للبشير.

من جهة أخرى تكونت الحكومة السودانية الجديدة التي اعلنت بعد منتصف ليلة اول من امس عقب اجتماع المكتب القيادي للمؤتمر الوطني (الحزب الحاكم) من 31 وزيراً و19 وزير دولة و5 مستشارين للرئيس. ودخل الحكومة ثلاثة وزراء يمثلون الحزب الاتحاد الديمقراطي الذي يقوده الشريف الهندي والمنشق علي محمد عثمان الميرغني رئيس التجمع. وتبوأ انصار الهندي وزارات هامة هي الصحة وشغلها د. احمد بلال، الصناعة والاستثمار جلال يوسف الدقير، والتعاون وهي وزارة مستحدثة ويقودها صديق شريف ابراهيم الهندي وشغل الاخوان المسلمون وزارة واحدة وتولاها د. عصام احمد البشير، ومثلت جبهة الانقاذ الديمقراطية والتي تضم ستة فصائل وقعت على اتفاقية الخرطوم للسلام بوزير واحد وهو رياك قاي الذي عين وزيرا للثروة الحيوانية.

وتولى ثلاثة من اعضاء مجلس قيادة ثورة «الانقاذ» مواقع في الحكومة الجديدة، فقد بقي اللواء بكري حسن صالح في منصبه كوزير للدفاع واللواء التجاني آدم الطاهر في منصبه كوزير للبيئة والتنمية العمرانية والعميد مارتن ملوال وزيراً (جديداً) بمجلس الوزراء. وبين الوزراء الرئيسيين الذين احتفظوا بمواقعهم الى جانب الدفاع، بقي الدكتور مصطفى عثمان اسماعيل وزير الخارجية ود. غازي صلاح الدين وزير الاعلام بعد فصل الثقافة منه والحاق الاتصالات بها وعلي محمد عثمان ياسين للعدل وعوض احمد الجاز للطاقة والتعدين ود. لام اكول للنقل وهو احد الذين عادوا من التمرد عام 1997. وكان من اللافت للنظر تعيين مواطن جنوبي لأول مرة في تاريخ وزارة التربية والتعليم منذ الاستقلال وزيراً لها وهو علي تميم فرتاك.

اما د. مجذوب الخليفة والي ولاية الخرطوم المثير للجدل والذي كان موضع هجوم من جماعات حقوق الانسان والدفاع عن المرأة فقد فقد منصبه الهام ونقل الى وزارة فنية تولاها دائماً الفنيون هي وزارة الزراعة. وكان مجذوب قد اصدر في سبتمبر (ايلول) الماضي قانونا يمنع عمل المرأة في بعض المهن مما حدا بمنظمات نسوية وقانونية للطعن في قراره المنظور حتى الآن امام المحكمة الدستورية.

وكان الرأي السائد على نطاق سياسي واسع ان مجذوب اقوى من كل المسؤولين لما بذل منه من تحدٍ لمواد الدستور التي خالفها لقراره هذا ولدوره الكبير في انتخابات المجلس الوطني حيث تمكن من ادخال كل اعضاء المؤتمر الوطني الذين ترشحوا للمجلس للولاية بالتزكية.