تماثيل باميان أرخ لها الحموي وحيرت القزويني

طالبان ترد موفد اليونيسكو وتؤكد أنها ستستمر في تدمير الآثار

TT

عاد موفد منظمة الامم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة (اليونيسكو) بيار لافرانس أمس من أفغانستان خالي الوفاض إثر فشله في إقناع حركة طالبان بالتراجع عن قرارها بتدمير الآثار التاريخية، حيث صرح وزير خارجية الحركة الحاكمة وكيل احمد متوكل إثر محادثاته مع لافرانس قائلاً: «لا ارى اي امكان للعودة عن قرارنا ووقف عملية تدمير هذه التماثيل».

وتذكر كتب التاريخ الإسلامي أن تمثالي بوذا العملاقين اللذين تعتزم طالبان تدميرهما اليوم «لا نظير لهما في الدنيا». فكتب المؤرخ ياقوت الحموي في مؤلفه «معجم البلدان» قائلا إن باميان حيث يوجد التمثالان «بلدة وعرة في الجبال بين بلخ وهرات وغزنة وبها قلعة حصينة وفيها بيت ذاهب في الهواء بأساطين مرفوعة وبه كل طير خلقه الله وفيه صنمان عظيمان نقرا في الجبل من اسفله إلى اعلاه يسمى الاول سرخبد والاخر رخنكبد. وقيل ليس لهما نظير». ويشير المؤرخ القزويني في «آثار البلاد وأخبار العباد» أيضاً إلى اسمي التمثالين فيقول «بباميان بيت ذاهب في الهواء نقشت عليه صور الطير وفيه صنمان عظيمان من الحجر يسمى أحدهما سرج بت والآخر خنك بت. وما عرفت خاصية البيت ولا خاصية الصنم».

أما اليعقوبي فيصف في كتابه «البلدان» مدينة باميان بـ «المدينة على جبل بها رجل دهقان يسمى اسداً». ويقول إن من باميان تخرج عيون ماء عديدة تمر إلى قندهار وإلى سجستان وإلى مرو وإلى بلخ وإلى خوارزم. ويشرح أن كل هذه الأنهار تخرج من جبال باميان لارتفاعه. ويورد اليعقوبي أيضاً أن في جبان باميان معادن ونحاسا ورصاصا وزئبقا. ومما ذكر يتبين أن الخلافة الإسلامية تركت هذه التماثيل والآثار ولم تدع لتدميرها.