مقتل 35 حاجا اصطدموا بأكوام أمتعة في حادث تدافع في منى

الضحايا 23 امرأة و12 رجلا من جنسيات مختلفة * شهود عيان لـ«الشرق الأوسط: عدم الالتزام بالتعليمات تسبب في التزاحم

TT

توفي 35 حاجا (23 امرأة و12 رجلا) من جنسيات مختلفة صباح أمس في حادث تدافع وازدحام عند نقطة الرمي في جمرة العقبة الاولى في منى، فيما أصيب آخرون، لم يتم تحديد عددهم حتى الان، باصابات طفيفة وتم نقلهم الى مستشفى منى.

وقال اللواء سعد التويجري مدير ادارة الدفاع المدني السعودي في تصريح لـ«الشرق الأوسط»: ان السبب الرئيسي للحادث هو سقوط عدد من الحجاج خاصة من كبار السن والمرضى نتيجة تعثرهم بحقائب وأغراض وضعها حجاج آخرون على الجسر، موضحا أنه اثر سقوط بعض الحجاج وتعثر البعض منهم بين الراجمين عند نقطة الرمي، اصيب آخرون أيضا باختناق وأغمي عليهم ليسقطوا عند نفس النقطة نتيجة عدم قدرتهم على مقاومة أي تدافع. وأشار التويجري الى أن قوات الامن السعودي المرابطة على جسر الجمرات تدخلت بشكل فوري وسريع لفض الازدحام واخلاء منطقة الحادث والسيطرة على الموقف، للمحافظة على سلامة آلاف الحجاج الآخرين، الذين أتموا بعد ذلك رمي الجمرات بيسر وطمأنينة.

وسألت «الشرق الأوسط» اللواء التويجري عن عدد الحجاج الذين تدفقوا لرمي الجمرة الأولى، فقال «ان العدد كان ضخما، بسبب اصرار الحجاج على الرمي وفي وقت واحد، رغم التعليمات الصارمة الالتزام بتعليمات السلطات الأمنية ومؤسسات الطوافة بعدم التدافع والتزاحم».

واستنادا الى شهود عيان تحدثوا الى «الشرق الأوسط»، فان نقطة رمي جمرة العقبة الاولى تحولت فجأة الى منطقة خطر نتيجة الهلع الشديد الذي أصيب به آلاف الحجاج الذين كانوا موجودين بالقرب من نقطة الحادث. وذكر الشهود أن ما حصل يعود الى عدم التزام الحجاج بتعليمات وارشادات رمي الجمرات، خاصة تلك الموجودة فوق الجسر وهي مكبرات صوت بمعظم اللغات تقريبا. وهرعت سيارات الاسعاف وفرق الانقاذ المرابطة تحت جسر الجمرات فور وقوع الحادث، وتم نقل المتوفين الى مركز الطوارئ في منطقة المعيصم لاحصاء عددهم والتعرف على هوياتهم، فيما نقل المصابون الى مستشفى منى العام. وانتقل وزير الصحة السعودي فور الحادث لتفقد المصابين في المستشفى، مؤكدا أنهم تلقوا الخدمات العلاجية اللازمة، نافيا وجود حالات حرجة بين المصابين.

وكان بيان رسمي قد ذكر «إنه في الساعة الثامنة و12 دقيقة من صباح أمس اتجه معظم الحجاج الذين وصلوا الى منى في وقت مبكر الى جمرة العقبة بكثافة كبرى، ونتيجة للزحام الشديد وتدافع الحجاج بعضهم لبعض عند نقطة الرمي وتعثر عدد منهم خاصة كبار السن، سقط عدد منهم الى الارض مما نتج عنه وفاة 35 شخصا من جنسيات مختلفة بعضهم نتيجة الاختناق والبعض الآخر نتيجة السقوط بين الراجمين». واوضح البيان ان رجال الامن تدخلوا فورا وتمكنوا من فك الزحام والسيطرة على الموقف والمحافظة على سلامة مئات الالوف المتدفقين لاستمرار رمي الجمرات.

ولوحظ أن الحادث وقع في وقت مبكر جدا وهي فترة عادة ما تكون حرجة لبعض الحجاج الذين يرغبون في التوجه إلى جسر الجمرات مبكرا لرمي جمرة العقبة الاولى والاتجاه إلى مكة المكرمة لاداء طواف الافاضة (للتحلل من الاحرام) ومن ثم العودة إلى منى بعد ذلك.