لاجئ عراقي «أكله» رفاقه المهاجرون

TT

قال 3 ناجين من متسللين غير شرعيين، انه حين غرق بهم مركب كان يقلهم مع 54 آخرين، اضطروا الى «أكل» بعض من قضوا في الحادث، لكي يتجنبوا الموت جوعا في أعالي البحار بين جمهورية الدومينيكان ودولة هايتي، في بحر الكاريبي المتاخم لأميركا الوسطى، ومن بين من «أكلهم» هؤلاء لاجئ عراقي يدعى عبد الرزاق الراوي، وفق ما رواه أحد الناجين يوم اول من أمس، وأكده بيان من سلطات الدولتين ضم أسماء من لقوا حتفهم، وجميعهم دومينيكانيون، باستثناء العراقي. وكان القارب قد أبحر من الدومينيكان وعليه ركابه الحالمون بطلب اللجوء حين الوصول الى دولة بورتو ريكو، القريبة منها ومن هايتي، الا أن محركيه تعطلا لسبب غير معروف وهو في منتصف الرحلة بأعالي البحار، ثم واجه أنواء عاتية وتاه تماما طوال 10 أيام، من دون أن يكون فيه ما يسد جوع من بقي حيا من ركابه، الى أن عثر عليه الأسبوع الماضي، وعلى متنه الناجون الثلاثة، ومعهم 16 جثة من ركاب قضوا في الحادث. أما الآخرون، فقد قضوا غرقا، أو تم رمي جثثهم بعد التهام أجزاء منها، ومنهم الشاب العراقي.

وقد نقلت وكالة الصحافة الفرنسية أمس خبرا عن المركب ومأساته، معتمدة على رواية أحد الناجين، وهو الدومينيكاني كارلوس بيناليس، البالغ عمره 19 سنة، حين وصف بعض المأساة وقال: «بدأ الناس يموتون، وكنا نرمي بجثثهم من المركب. الا أننا لم نعد نتحمل الجوع مع مرور الوقت، فبدأنا بأكل الجثث، بدءا من السيقان». وأضاف إن امرأتين حاملتين كانتا على المركب مع زوجيهما اللذين قضيا في الحادث فورا «فأصابهما الهلع، وكانتا تصرخان، ثم أسقطتا الجنينين وتوفيتا، فألقينا بجثتيهما الى الموج الهائج. الا أننا بعد أيام من الضياع في عرض البحر، توقفنا عن رمي جثث من يموتون.. بدأنا نذبحهم ونقص بعض لحم الأفخاذ لنأكلها على مضض..لكي نستمر أحياء».