قمة عمان: مفاجأة خليجية أقنعت العرب وأغضبت بغداد.. ومصالحة سورية ـ فلسطينية

القاهرة تتبنى قمة اقتصادية * الورقة العربية دعت لرفع العقوبات ومنع الاعمال ضد العراق فرد الوفد العراقي غاضبا بأن فيها نفسا سعوديا ـ كويتيا

TT

افتتحت القمة العربية في عمان امس بمصالحة سورية ـ فلسطينية فيما اصطدمت بملف «الحالة بين العراق والكويت».

وعلمت «الشرق الأوسط» من مصادر مطلعة ان جهودا كانت تبذل وراء الكواليس للوصول الى حل توفيقي بين موقف العراق ومواقف عدد من الدول الاخرى من بينها دول الخليج. وقالت المصادر ان دول الخليج فاجأت الوفد العراقي خلال الاجتماعات بتبنيها لورقة تطالب برفع الحصار عن العراق وبوقف الضربات الجوية. واستنادا الى المصادر فقد فوجئ الوفد العراقي الى حد انه اعتبر هذه الورقة مرفوضة، وانه يرى فيها «نفسا سعوديا ـ كويتيا» وانها لا تستجيب لمطالب بغداد.

ودفع هذا الموقف احد القادة العرب المؤيدين لموقف بغداد لكي يقول انه بات يشك في ان العراق يريد حقا رفع العقوبات عنه، وذلك على اساس ان الورقة المقدمة من دول الخليج (تتقدمها السعودية والكويت)، ومن 10 دول عربية اخرى احتوت على موقف متقدم لمعالجة ملف «الحالة بين العراق والكويت».

وذكرت المصادر ان الورقة نصت على المطالبة برفع العقوبات وعلى اجراء الترتيبات لرفع الحظر عن الرحلات الجوية، الا ان الوفد العراقي احتج قائلا انه لا يريد المطالبة برفع العقوبات بل يريد رفعا عمليا فوريا لها. ونصت الورقة ايضا على منع الاعمال التي ترتكب ضد العراق، كما دعت بغداد الى الالتزام بقرارات مجلس الامن. واشارت الى التأكيد على ميثاق الجامعة العربية في وحدة الدول واستقلالها، والتأكيد على استقلال دولة الكويت ووحدة اراضيها ومطالبة العراق بالالتزام بهذا الامر. لكن الوفد العراقي عندما قدمت هذه الورقة غضب، على حد قول المصادر، ورد انها تحتوي على نفس سعودي ـ كويتي. ورفض نواب ومسؤولون في الكويت امس اسلوب المجاملات في طرح المصالحة. وقال أحمد السعدون رئيس مجلس الامة السابق ان الكويت تؤيد تضييق هوة الخلاف بين العرب ولكن ليس على حسابها، والا تكون المجاملات على حساب الكويت. وكان اليوم الاول للقمة قد شهد امس جلستين صباحية ومسائية تحدث فيهما القادة ورؤساء الوفود، وقال العاهل الاردني الملك عبد الله الثاني الذي تسلم رئاسة القمة من الرئيس المصري حسني مبارك انه قد آن الاوان لوضع حد لمعاناة الشعب العراقي الشقيق ورفع الحصار. من جانبه شدد الرئيس مبارك على توصيل الدعم المالي الى الفلسطينيين بشكل سريع واشار الى مقترحات مصرية على الصعيد الاقتصادي بينها عقد قمة اقتصادية.

اما الرئيس السوري بشار الاسد فقال انه يمد يده الى الفلسطينيين «لنقول لهم اننا نقف معكم في خدمة القضية الفلسطينية» مضيفا: «عفا الله عما مضى» ومشيرا الى انه لم يحدث تنسيق خلال السنوات العشر الماضية. وكان الاسد وعرفات التقيا قبل بدء القمة امس لوقت قصير. وقال ياسر عبد ربه وزير الاعلام والثقافة الفلسطيني انهما سيلتقيان مجددا.