إسرائيل تستغل مقتل طفلة لمحو صورة محمد الدرة

TT

بدا أمس وكأن مقتل الطفلة الإسرائيلية الرضيعة شلهيفت الليلة قبل الماضية كان هبة من السماء للحكومة الإسرائيلية من أجل التحريض على الفلسطينيين من جهة ومحو الأثر البالغ الذي تركته الصورة التلفزيونية الحية لمقتل الطفل الفلسطيني محمد الدرة، وهو في حضن أبيه، أواخر العام الماضي.

فإثر مقتل الطفلة شلهيفت، وهو حادث اتهمت إسرائيل من وصفته بـ«قناص فلسطيني» بارتكابه، دون أي دليل، تلقت وسائل الإعلام الإسرائيلية صور الطفلة القتيلة التي قررت وزارة الخارجية الإسرائيلية استخدامها وتوزيعها على وسائل الإعلام العالمية واستغلالها إلى أقصى حد، وأصدرت تعليماتها إلى السفراء والقناصل وغيرهم من المسؤولين في الخارج للتحدث إلى وسائل الإعلام المحلية بالتفصيل عن الطفلة وطريقة إصابتها، من خلال التأكيد على الزعم بأن «القناص الفلسطيني» هو الذي قتلها بهذا «الشكل الوحشي المتعمد».

واتصل رئيس الوزراء الإسرائيلي أرييل شارون في الحال بوزير الخارجية الأميركي، كولن باول، ليطلعه على الحادث ويخبره بأن «هذا هو الرد الفلسطيني الجائر على ضبط النفس الإسرائيلي»، بينما صعد حاخامات المستوطنات من تحريض الحكومة على إعادة احتلال المناطق الفلسطينية المحررة، وافتوا بعدم جواز دفن رفات الطفلة القتيلة إلاّ بعد احتلال مدينة الخليل مجدداً.