بناؤون مغاربة يشيدون بيوتا في شمال موريتانيا لصحراويين عائدين من الجزائر

TT

عبد الله ولد محمدي بدا مشهد البيوت الفخمة وسط الاحياء الشعبية الفقيرة مثيرا للاهتمام في هذه البلدة التي ينتمي اغلب ساكنيها الى عمال شركة المناجم الضخمة التي تعتبر بمثابة دولة داخل الدولة في هذه المنطقة من الشمال الموريتاني.

فالبيوت الجديدة ذات القباب المدورة والنوافذ ذات المشربيات الجميلة يملكها في الغالب صحراويون عائدون من جنوب الجزائر فضلوا الاستقرار في الزويرات في هذه الفترة التي لم تتقدم فيها خطة التسوية في النزاع في الصحراء الغربية.

لكن المثير حقا ان هؤلاء الأثرياء الجدد يطلبون بنائين وحرفيين مغاربة لبناء بيوتهم وفق النمط المعماري المغربي وهو ما يعلق عليه احد ابناء البلدة ساخرا: أرأيت ان المغاربة يساعدون بطريقة غير مباشرة في توطين الصحراويين.

لكن التوطين يصبح الوصف الأقرب الى الحقيقة فاذا كانت المئات من العائلات الصحراوية قد اشترت او بنت بيوتاً في هذه المنطقة من الشمال الموريتاني فلأنها تريد الاستقرار بشكل نهائي حسبما يقول محمد ولد لمرابط احد سكان الزويرات الذي يضيف قائلاً: ان الاوضاع في جنوب الجزائر والحياة القاسية والملل من الانتظار كلها عوامل تدفع بالكثيرين للاستقرار في هذه المنطقة جنب قبائلهم، لكن احد نشطاء جبهة البوليساريو يشير الى ان وجود هؤلاء مؤقت ومرتبط بوضع التسوية.

ومهما كات الدوافع والأسباب فان وجود العائدين الجدد قد غير من انماط الحياة السائدة في البلدة فقد تضاعف ثمن البيوت والأرض عشر مرات تقريبا كما ان وتيرة الاستهلاك المرتفعة رفعت الاسعار وأغرقت السوق بالمنتجات القادمة من اماكن شتى. ويرى محمد ولد لمرابط ان اغلب المواد الغذائية في السوق هي جزء من المساعدات التي توزعها جبهة البوليساريو والتي يبيعها اصحابها في السوق الموريتانية. ورغم التغيير الكبير الذي احدثه وجود الصحراويين بهذا القدر من الكثافة في المنطقة فان سكان البلدة يشعرون بالرضى لا لكون المهاجرين الجدد قد انعشوا الحياة في بلدتهم بل بسبب الروابط القبلية القوية التي تتجاوز مفهوم الدولة والتي لا تزال هي الغالبة.

واذا كان الناشطون من انصار جبهة البوليساريو يقللون من اهمية الهجرة الجديدة وتأثيراتها مستقبلا على وجود اللاجئين في تندوف فان البعض يعتبر الأمر بداية نزيف.