شارون يغير «أصول اللعبة» ويضرب سورية في لبنان

غارة الفجر أسفرت عن مقتل وجرح 6 جنود * دمشق تندد وتحتفظ بحق الدفاع * «حزب الله» يتعهد بمواصلة هجماته

TT

بيروت ـ دمشق ـ تل أبيب:

«الشرق الأوسط» والوكالات حذر الرئيس اللبناني العماد اميل لحود من «انعكاسات سلبية» للغارات الاسرائيلية التي استهدفت موقع رادار للجيش السوري في منطقة ضهر البيدر في البقاع اللبناني، مؤكداً ان «النهج الدموي الذي يتبعه (رئيس الوزراء الاسرائيلي ارييل) شارون من شأنه ان يدفع المنطقة في اتجاه مواجهة شاملة»، فيما اعتبر مسؤول سوري رفيع المستوى ان الغارات الاسرائيلية تشكل «تصعيداً خطيراً» مؤكداً ان بلاده «تحتفظ لنفسها بحق الدفاع ضد أي عدوان».

وكان التطور الدبلوماسي اللافت امس هو ابلاغ الولايات المتحدة الأميركية، عبر سفيرها في بيروت، لبنان وسورية «رسالة» مفادها انه «ليس من مصلحتهما» استمرار عمليات المقاومة في مزارع شبعا. وأكد السفير ديفيد ساترفيلد بعد لقائه الرئيس اللبناني لحود ورئيس الحكومة رفيق الحريري انه أكد للمسؤولين اللبنانيين «ان الهجمات المتعمدة والاستفزازية عبر الحدود لا يمكن الا ان تؤدي الى خلق التصعيد»، في اشارة الى الهجوم الذي نفذه «حزب الله» السبت الماضي في مزارع شبعا وأدى الى مقتل جندي اسرائيلي وتدمير دبابة «ميركافا».

وفي واشنطن أعربت الولايات المتحدة عن «قلقها العميق» من التصعيد الخطير الذي شهده لبنان خلال الساعات الاربع والعشرين الماضية، وأدانت «التصعيد في اعمال العنف، الا انها حملت «حزب الله» البدء به حسب قول مسؤول في الادارة لـ«الشرق الأوسط» أمس.

وقال المسؤول ان وزير الخارجية الاميركي كولن باول «يتابع الحالة مباشرة ومعني بها بشكل مباشر ويعمل مع جميع الاطراف وعلى اتصال بها لمعالجة الحالة».

وحمّل رئيس مجلس النواب اللبناني نبيه بري واشنطن مسؤولية الغارات «لاعتمادها سياسة النعامة»، وطالب الحريري المجتمع الدولي بـ«التحرك سريعاً لتطويق ذيول مثل هذا التوتر الذي يمكن ان يتخذ ابعاداً أخرى».

وتلقى الحريري في مقر اقامته في الدوحة مساء امس اتصالا من الامين العام للامم المتحدة كوفي انان طلب منه خلاله ان يمارس لبنان اقصى درجات ضبط النفس بعد القصف الاسرائيلي للموقع السوري في المديرج في ضهر البيدر. وأبلغ انان الى الحريري انه سيتصل بالرئيس السوري بشار الاسد للغاية نفسها مشيرا الى انه تلقى اتصالا من رئيس الحكومة الاسرائيلية وان مضمون هذا الاتصال هو الذي دفعه الى الاتصال بالجانبين اللبناني والسوري. وفيما لاحظت مصادر لبنانية رسمية ان الغارة الاسرائيلية تركزت على موقع للجيش السوري ولم تطل البنى التحتية والاقتصادية، كما جرت العادة قبل ترؤس ارييل شارون للحكومة الاسرائيلية، قال رعنان غيسين، المتحدث باسم حكومة شارون، ان شروط اللعبة تغيرت «مع وصول رئيس الوزراء الليكودي، ارييل شارون، الى السلطة». وأضاف: «على سورية والفلسطينيين ان يفهموا أن هناك حكومة جديدة في اسرائيل وان شروط اللعبة تغيرت»، منذ تسلمها السلطة في مارس (آذار) الماضي.

وفي وقت لاحق من بعد ظهر امس قال المتحدث باسم الجيش الاسرائيلي، البريجادير جنرال رون كيتري، ان الغارة الجوية على رادار ضهر البيدر هي رسالة لسورية مضيفا «الرسالة الى سورية هي... كفى».

وجات الغارة الاسرائيلية على الرادار السوري بعد جلسة مناقشة مطولة لمجلس الوزراء الاسرائيلي المصغر، بحضور قادة الأجهزة الأمنية وكبار قادة الجيش. وبدا فيها واضحاً ان شارون والعسكريين أيدوا القيام برد عسكري فوري ضد السوريين بشكل مباشر، فيما أبدى وزيرا الخارجية والدفاع تحفظاً على ذلك وطلبا الاكتفاء بضرب قواعد «حزب الله».

إلا ان «حزب الله» أكد، من جانبه ان عمليات المقاومة «ستتواصل لتقتلع الاحتلال وتستعيد بالقوة كل الأسرى والمعتقلين في سجونه»، وحذر في بيان أصدره امس من ان «يد العدو التي امتدت الى ارضنا وأشقائنا سنقطعها».

وكانت الطائرات الحربية الاسرائيلية قد اغارت فجر امس على موقع للرادار تابع للقوات السورية في منطقة ضهر البيدر الجبلية واستهدفته بصواريخ جو ـ ارض مما أدى الى مقتل جندي سوري وجرح خمسة آخرين.

وقد أبدت مصادر وزارية لبنانية استياءها من زيارة وزير خارجية الأردن عبد الاله الخطيب الى تل أبيب رغم الغارات الاسرائيلية على أهداف سورية في لبنان.