إسرائيل تقسم غزة وواشنطن تدعوها للانسحاب

شارون يهدد بالقصف مجددا في لبنان وبيروت مستاءة دبلوماسيا من الموقف الأميركي

TT

واشنطن: محمد صادق بيروت: «الشرق الأوسط» هدد رئيس الوزراء الاسرائيلي ارييل شارون مجددا امس، بالعودة الى قصف لبنان والمناطق الفلسطينية واعادة احتلالها اذا لم يتوقف ما وصفه بـ«الارهاب»، فيما دعت واشنطن تل أبيب الى الانسحاب من المناطق التي احتلتها الليلة قبل الماضية.

وكانت القوات الاسرائيلية قد اخضعت قطاع غزة الى قصف بري وجوي وبحري مركّز اسفر عن مقتل فلسطينيين وجرح العشرات ردا على قصف كتائب عز الدين القسام (الجناح العسكري لحماس)، بمدافع الهاون مدينة سديروت داخل الخط الاخضر حسبما اعلنت تل ابيب. واعادت القوات الاسرائيلية احتلال اجزاء من القطاع خاصة في منطقة بيت حانون (شمال) ومستوطنتي نتساريم جنوب غزة وكيسوفيم، وقطعت اوصال القطاع الى 3 اجزاء وفرضت عليه حصارا عسكريا واقتصاديا. واعلن جنرال اسرائيلي ان الجيش قد يبقى في المناطق التي احتلها لأشهر. ودعت واشنطن امس اسرائيل الى سحب قواتها من المناطق الخاضعة للحكم الذاتي في غزة، لكنها حملت الاسرائيليين والفلسطينيين بالتساوي مسؤولية القتال الذي قالت انه يهدد بتوسيع نطاق الصراع. جاء ذلك في بيان اصدره كولن باول، وزير الخارجية الاميركي، بينما تحدثت اوساط واشنطن عن امكانية ايفاد مبعوث خاص للمنطقة بهدف تهدئة الوضع. وتردد اسم السفير الاميركي السابق لكل من سورية واسرائيل ادوارد جيرجيان كمرشح محتمل لهذه المهمة.

وتابع وزير الدفاع الاسرائيلي بنيامين بن اليعزر عمليات قصف غزة عبر شاشة تلفزيونية في مقر قيادة الاركان كانت تنقل الاحداث مباشرة عبر كاميرا تلفزيونية على متن طائرة من غير طيار كانت تحلق في اجواء غزة.

وزعم الناطق بلسان شارون «ان الحكومة الاسرائيلية ليست معنية بالتصعيد او بالاحتلال، الا انها قد تجد نفسها مضطرة الى ذلك في ظل تهديد امن مواطنيها». وبموجب هذه العملية فرض حصار عسكري اقتصادي شامل وخانق على القطاع، بحرا وبرا وجوا، وجرى تقسيم القطاع الى 3 اجزاء (شمال ـ وسط ـ جنوب) وعزل هذه المناطق عن بعضها.

وعبر لبنان الرسمي امس عن استيائه مما صدر عن سفير الولايات المتحدة ديفيد ساترفيلد من مواقف اعتبر انها تبرر العدوان الاسرائيلي على موقع الرادار السوري من منطقة ضهر البيدر. وعبر لبنان عن استيائه بأسلوب دبلوماسي فأبلغ وزير الخارجية اللبناني محمود حمود السفير ساترفيلد، رداً على اعرابه عن استعداده للقدوم الى الخارجية اللبنانية لشرح الموقف الاميركي، أن «لا ضرورة لمجيئه وقد وصلت الرسالة وعرفنا الموقف الاميركي واكتفينا بذلك». وطلب لبنان أمس اجتماعا طارئا وعاجلا لمجلس الجامعة العربية لبحث العدوان.