غزة : الحاج أبو خريس شهد تدمير بيته مرتين في حياته

TT

نظر الحاج حسين ابو خريس الى الافق الذي تقطعه الكثبان الرملية المحيطة بالتجمع الاستيطاني المجاور، والتفت الى اكوام الحجارة التي بجواره، ثم اطرق هنيهة في الارض ورفع رأسه فاذا بهذا الشيخ الذي تجاوز الثمانين من العمر يجهش بالبكاء.

فبيت الحاج ابو خريس كان احد البيوت التي ساوتها جرافات الجيش الاسرائيلي بالارض لدى اقتحامها مخيم خان يونس للاجئين يوم الاربعاء الماضي. في مخيلة ابو خريس الذي ترتسم على محياه كل مظاهر العجز تتصارع ذكريات اليمة، فقد كانت هذه المرة الثانية التي يشاهد فيها بام عينيه قوات الاحتلال وهي تهدم بيته.

قبل قرابة ثلاثة وخمسين عاما وعندما كانا شابا يرعى الغنم في منطقة «وادي الشلالة» في بئر السبع عاد حسين ابو خريس في احد الايام الى بيت العائلة الذي كان الوحيد المصنوع من الحجر ليفاجأ بان البيت تحول الى كومة حجارة بعد ان دمره رجال «الهاجناه» اليهود. لم يجد ابو خريس اهله وزوجته الشابة، فعلم انهم سبقوه في رحلة هجرة قسرية الى قطاع غزة.