تعكس رحلة السائح الأول الى الفضاء يوم السبت المقبل العديد من التناقضات. فالسائح اميركي كان يعمل مهندسا في البرنامج الفضائي الاميركي، لكنه ينطلق بعد ايام مع فريق الرواد الروس رغم اعتراضات الطرف الاول منذ الايام الاولى لعمل هذا الرجل مع وكالة الفضاء والطيران الاميركية.
وهذه الاعتراضات جعلت هذا المليونير الاميركي الذي يعيش في ولاية كاليفورنيا الاميركية يبحث عن وسيلة اخرى للسفر الى الفضاء، فقرر ان يدفع لوكالة الفضاء الروسية عشرات الملايين من الدولارات من اجل السياحة داخل محطة «مير» الروسية. لكن انتحار الاخيرة في الشهر الماضي احبط خططه مرة اخرى قبل ان يقرر الروس تحويل زيارته الى المحطة الدولية الجديدة في المقابل، رغم اعتراض الاميركيين للمرة الثانية ايضا.
ومن المقرر ان ينطلق دينيس تيتو الى الفضاء مع رائدين روسيين هما تاكات موساباييف الظاهر معه في الصورة (وتبدو زوجته ايضا الى اليسار)، ويوري باتورين لقضاء فترة في المحطة الدولية العتيدة. ورغم اعتراض واشنطن على رحلة مواطنها الاميركي، إلا انه يتوقع ان يساعد طاقم المحطة في مهامهم المعقدة لكونه استاذا في علوم الهندسة الفضائية، وعمل فترة في وكالة الطيران والفضاء الاميركية، «ناسا» قبل ان يؤسس شركته الخاصة التي تتعامل بمعدات الفضاء والطيران، والتي بواسطتها جنى ثروته الطائلة.
وكان قد طلب قبل ذلك، خلال وجوده في «ناسا»، المشاركة في احدى الرحلات الفضائية، نظرا الى خبرته الواسعة في الشؤون الهندسية، لكن طلبه رفض، مما دفعه الى اللجوء الى الروس لتحقيق رغبة دفينة في نفسه منذ الصغر. فقد اعتاد على مطالعة قصص الخيال العلمي ومشاهدة المغامرات الفضائية على الشاشات التلفزيونية طوال حياته.