الشرطة الإسرائيلية تمنع أهالي القدس من الوقوف حدادا

مقتل 5 فلسطينيين أحدهم مرافق ياسين في ذكرى النكبة

TT

غزة: صالح النعامي اعلن وزير الدفاع الاسرائيلي بنيامين بن اليعزر امس ان حالة الاستنفار الامني القصوى التي اعلنتها اسرائيل امس تحسبا لأي عمليات عسكرية فلسطينية بمناسبة الذكرى الـ53 للنكبة، لم تشهد اسرائيل لها مثيلا من قبل إلا في اوقات الحروب.

وبدت النشاطات الفلسطينية اقل بكثير مما توقع المسؤولون الامنيون الاسرائيليون. غير ان المواجهات التي جاءت في نهاية يوم حافل من المظاهرات في الضفة الغربية وقطاع غزة ومراكز الشتات الفلسطيني، اسفرت عن مقتل 5 فلسطينيين وجرح المئات جراح 4 على الاقل منهم خطيرة. واحيا الفلسطينيون ذكرى ضياع فلسطين عام 1948، في الوطن والشتات بالوقوف 3 دقائق حدادا في الضفة الغربية وقطاع غزة في تمام الساعة الثانية عشرة ظهرا، توقفت خلالها الحركة تماما واطلقت صفارات الانذار وعزف السلام الوطني الفلسطيني بعدها، وتعالت التكبيرات من المساجد وقرعت اجراس الكنائس. وبثت وسائل الاعلام الفلسطينية المرئية والمسموعة كلمة مسجلة للرئيس الفلسطيني ياسر عرفات اعلن فيها انه لا سلام بدون عودة اللاجئين الى ديارهم وفق قرارات الشرعية الدولية.

وفي القدس المحتلة منعت الشرطة المدججة بالسلاح، اهالي المدينة من الوقوف حدادا بحجة انهم يعرقلون حركة السير. وخرج مئات الآلاف الى الشوارع في مدن الضفة والقطاع ودمشق وبيروت والقاهرة ومناطق اخرى من العالم يرفعون الاعلام الفلسطينية والرايات السود، ومنهم من حمل مجسمات لمفاتيح كناية عن مفاتيح منازلهم التي تركوها ابان النكبة. اما اهالي مناطق 48 فقد احيوا الذكرى على طريقتهم الخاصة. فاضافة الى المظاهرات التي طالبوا فيها باحقاق حقوق الشعب الفلسطيني، نظموا زيارات للمدن والقرى الفلسطينية التي هدمتها قوات الاحتلال. وعرف الآباء والامهات اولادهم واحفادهم على معالم الوطن السليب. وامضى الكثير منهم يومهم بين اطلال قراهم في الجليل والساحل الفلسطيني.

وفي ختام المظاهرات التي توجهت كالعادة الى نقاط التماس ومحاور المواجهة تعبيرا عن رفض الاحتلال وقعت مواجهات بالحجارة سرعان ما تحولت الى اشتباكات مسلحة. واسفرت المواجهات عن مقتل 5 فلسطينيين 4 منهم من قطاع غزة، وواحد من رام الله وجرح حوالي 300 فلسطيني. ومن بين القتلى عبد الحكيم المناعمة احد مرافقي الشيخ احمد ياسين مؤسس حركة «حماس» الذي تقول «حماس» ان اسرائيل عملت على تصفيته بقصف السيارة التي كانت تقله بينما تقول اسرائيل انه قتل خلال ردها على اطلاق قذائف هاون على بلدة داخل اسرائيل. وانطلقت مظاهرات في دمشق رفع المتظاهرون ومعظمهم من الكتاب والصحافيين والطلاب لافتات كتب عليها «الصهيونية اسوأ من النازية» و«القدس عربية وعاصمة فلسطين الابدية». وتظاهر اكثر من 100 شخص في القاهرة امس امام مقر جامعة الدول العربية مطالبين بقطع العلاقات مع اسرائيل.

وفي عمان توقف الآلاف من المحامين الأردنيين عن العمل لمدة ساعة طالبوا خلالها بالغاء معاهدة السلام الاردنية ـ الاسرائيلية الموقعة عام 1994. وتجمع المحامون داخل مبنى قصر العدل في عمان حيث التزموا بالتوقف عن العمل لمدة ساعة ورددوا هتافات منددة باسرائيل وداعمة للانتفاضة كما طالبوا بـ«الغاء معاهدة» السلام الاسرائيلية ـ الاردنية.

واحرق حوالي مائة متظاهر فلسطيني في بغداد علما اسرائيليا امام مقر البرنامج الانمائي التابع للامم المتحدة في بغداد.