تساؤلات عن تزامن عملية مزارع شبعا مع انفجار مطعم في الجولان

TT

اثار تزامن قصف المقاومة اللبنانية اول من امس أحد المواقع العسكرية الاسرائيلية في مزارع شبعا المحتلة مع انفجار عبوة في مطعم يرتاده جنود اسرائيليون في هضبة الجولان المحتلة تسؤلات المراقبين عما اذا كانت العمليتان ردا اوليا على قصف الطائرات الاسرائيلية للرادار السوري في منطقة ضهر البيدر اللبنانية الشهر الماضي، او تمهيدا لعمليات عسكرية اوسع سواء في مزارع شبعا او في الجولان بحيث تبقى محصورة في نطاق عمليات المقاومة ولا تتعداها الى العمل النظامي الذي تقوم به الجيوش عادة.

وكانت دمشق، واثر القصف الاسرائيلي للرادار السوري، قد اعلنت بانها ستحتفظ لنفسها بحق الرد في الوقت الذي تراه مناسبا، وان هذا الرد قد يحصل بعدة طرق منها العسكرية والسياسية لافتة في الوقت نفسه الى انها لا تريد اعطاء رئيس الحكومة الاسرائيلية ارييل شارون اية ذريعة للقيام بمغامرة عسكرية يختار توقيتها سواء في سورية او في لبنان، وصرف الانظار عما تقترفه اسرائيل من جرائم داخل الاراضي الفلسطينية.

وفيما تذكِّر اوساط لبنانية مطلعة على الموقف السوري بما اثير في لبنان حول «التوقيت الخاطئ» لعملية المقاومة قبل الاخيرة في مزارع شبعا التي أدت الى مقتل جندي اسرائيلي وجرح آخرين، وسبقت بساعات جولة رئيس مجلس الوزراء اللبناني رفيق الحريري على الفاتيكان والولايات المتحدة وكندا وفرنسا، الا انها تؤكد هنا على الفارق بين «منطق المقاومة» و«منطق الدولة».

وتنفي هذه الاوساط علاقة المقاومة بالدولة وتؤكد ان قرارها غير ملزم للدولة.

فالدولة تحاسب على ما يقوم به الجيش النظامي الذي تكون هي مسؤولة عن جميع تصرفاته اما المقاومة فلا.

وقالت الاوساط ان المطالبين بنشر الجيش اللبناني في الجنوب ربما فاتهم التنبه الى ان هذا الانتشار يجعله عرضة للضربات الاسرائيلية في حال اقدمت المقاومة على تنفيذ عمليات لها داخل الاراضي اللبنانية المحتلة.

وهذا ما تسعى اليه اسرائيل التي تؤثر خوض الحرب النظامية التي اظهرت فيها تفوقها على الجيوش العربية بفعل السلاح الاميركي الهائل المقدم لها والمساعدات العسكرية الاخرى التي تواكبها لحظة بلحظة اثناء خوضها المعارك على الجبهات العربية، كما بينت ذلك الوقائع خصوصا في حرب عام 1973. ومن هنا ترى هذه المصادر اللبنانية ان اسرائيل، وبضربها الرادار السوري، ارادت خلط «المنطقين» (منطق الدولة ومنطق المقاومة) لكي تتخلص من المنطق الثاني الذي ثبتت فعاليته ونجاحه مما جعله يلحق بجيشها اكبر هزيمة في تاريخه بانسحابه المذل من جنوب لبنان.

وسألت «الشرق الأوسط» الجانب السوري لماذا لم تكن هناك حركة المقاومة التي برعت على الساحة الجنوبية في لبنان بوجود مثلها في الجولان؟

عن هذا السؤال كان مصدر سوري مطلع قد اوضح لـ«الشرق الأوسط» ان امكانية حركة المقاومة في الجولان اصعب بكثير مما هي عليه في جنوب لبنان نظرا لوضع المنطقة الجغرافي وعدم وجود كثافة سكانية. الا ان مصادر لم تستبعد ان يكون انفجار العبوة في مطعم يرتاده جنود اسرائيليون في هضبة الجولان، وهو الاول من نوعه منذ سنوات، رسالة موجهة الى شارون بان المقاومة في تلك المنطقة احتمال وارد اذا ما بقي ماضيا في تهوره.