لندن : لطفي شطارة اوقف اليمن امس التجنيد الاجباري والبدل النقدي الذي كان يدفعه الشباب لتجنب التجنيد، وتقرر فتح باب التطوع للانتساب الى القوات المسلحة، حسب الاحتياجات، مع اعطاء الاولوية للمؤهلين واصحاب التخصصات. وتعكس هذه الخطوة تحولا في السياسة الدفاعية اليمنية نحو تشكيل جيش محترف متخصص من المتطوعين وليس المجندين. جاء ذلك ضمن مجموعة قرارات اتخذها مجلس الدفاع الوطني اليمني برئاسة الرئيس علي عبد الله صالح امس، ويضم المجلس كبار قيادات الدولة.
وقرر المجلس في ذات الاجتماع التطبيق الفوري لقانون التقاعد في كافة المؤسسات الموجودة في اليمن بما في ذلك القوات المسلحة والامن. وقالت مصادر مطلعة ان عدد الذين سيحالون للتقاعد يصل الى 12 الفا من الموظفين الحكوميين بتنفيذ قرار مجلس الدفاع الوطني.
وناقش المجلس خطة جديدة للحراسات ومرافقي الشخصيات الرسمية والسياسية، كما اكد على ضرورة ان تقوم الاجهزة بدورها في حفظ الامن والنظام بفعالية وحسم والضرب بيد من حديد ضد كافة الخارجين على القانون ومكافحة الجريمة وتحقيق الانضباط العام في ارجاء البلاد. الى ذلك لمح مصدر يمني مسؤول الى خطوة لإلغاء ما كان يعرف بقائمة الـ16 التي تضمنت عدداً من القادة السياسيين والعسكريين الذين فروا الى الخارج عقب حرب 1994، واختصار تلك القائمة الى اربعة فقط هم علي سالم البيض، وحيدر ابو بكر العطاس، وصالح عبيد احمد، وهيثم قاسم طاهر. ورحب المصدر في تصريحات لـ«الشرق الأوسط» بعودة جميع اليمنيين الذين نزحوا الى الخارج عقب حرب 94 بمن فيهم من وردت اسماؤهم في قائمة الـ16 باستثناء اربعة. وقال المصدر ان قانون العفو العام الذي اصدره الرئيس اليمني علي عبد الله صالح كفل عودة جميع النازحين كمواطنين صالحين لهم كل الحقوق والواجبات التي يكفلها الدستور. وأكد المصدر ان تعليمات الرئيس واضحة ولا لبس فيها وكذلك قرار العفو، اذ لا مساءلة لمن يعودون ولهم الامان في العيش في بلدهم وبين اهلهم، بالاضافة الى صرف مستحقاتهم المالية من المؤسسات والمرافق التي كانوا يعملون فيها، وترتيب اوضاعهم لعودتهم الى اعمالهم.
ويرى بعض المراقبين ان اليمن الذي يستعد لاحتفالات كبيرة ستجري بمدينة عدن في 22 مايو (ايار) الجاري بمناسبة الذكرى الحادية عشرة للوحدة، يريد اغلاق ملف النازحين بعد مرور اكثر من سبعة اعوام على انتهاء حرب الانفصال، وانشغال اليمن حاليا باعادة بناء اقتصاده وتنمية الحياة النيابية.
وقالت مصادر في السفارة اليمنية في القاهرة لـ«الشرق الأوسط» ان العديد من الاعلاميين اليمنيين الذين رغبوا في العودة الى اليمن تجري ترتيبات عودتهم وصرف تذاكر سفر لهم ولعائلاتهم حسب تعليمات الرئيس صالح. يذكر ان قائمة الـ 16تضمنت عدداً من السياسيين من بينهم عبد الرحمن الجفري، وصالح شائف حسن، وقاسم عبد الرب، ومحمد علي القيرحي، ومثنى سالم عسكر، وقاسم يحيى، وصالح منصر السييلي (مفقود)، وانيس حسن يحيى، وسالم جبران، واحمد عبيد بن دغر.