حظيت مطربة المقام العراقية فريدة محمد علي بتغطية مميزة في الصحافة المحلية الأميركية على هامش الجولة الفنية التي تقوم بها حالياً في عدد من المدن الأميركية التي توجد فيها جالية عراقية.
وتختتم هذه الجولة بحفلة تحييها فريدة محمد علي هذه الليلة في «مركز شيكاغو الثقافي»، حسب صحيفة «شيكاغو تربيون» التي وصفت الحفلة في عددها الصادر امس بأنها حدث مميز، فهي غير مسبوقة من جهة، وتشكل تواصلاً بين دولتين صلاتهما السياسية مقطوعة، من جهة أخرى.
ونقلت الصحيفة عن المطربة قولها ان مهمتها الأساسية هي «محاولة مد الجسور (بين البلدين) وتصحيح الأخطاء التي تعود الى سوء الفهم». ومن ناحيته، أكد ناشط السلام جيري بيرد على ضرورة فتح الأبواب أمام الموسيقيين والرياضيين والفنانين القادمين الى اميركا من دول تختلف معها سياسياً.
الى ذلك ، نسبت «شيكاغو تربيون» الى السعودية وداد البسام، مديرة مجلس الفنون في جمعية «شبكة العمل العربي الأميركي» قولها ان الفنانين العراقيين «أسرى لحكومتهم، وهذا يفسر حرصنا على تنظيم حفلاتهم في دول أجنبية».
وكانت فريدة محمد علي التي تعد قارئة المقام العراقي الوحيدة بعد اعتزال المطربة العراقية مائدة نزهت في اواخر الثمانينات، قد غادرت العراق مع فرقتها التي يترأسها زوجها الفنان محمد قمر عام 1997 الى هولندا للمشاركة في مهرجان موسيقى الشعوب في قاعة دازا بمدينة اوترخت التي تعد العاصمة الثقافية لهولندا، حيث طلبت مع فرقتها الموسيقية المكونة من ستة اعضاء حق اللجوء السياسي هناك وحصلوا عليه.
وفي اتصال هاتفي لـ«الشرق الأوسط» مع الفنان محمد قمر الذي أسس في مدينة مارسن الهولندية مؤسسة المقام العراقي وصف حفلاتهم في الولايات المتحدة بأنها «حققت نجاحاً فنياً كبيراً حيث احتشد جمهور غربي وعربي» لسماع صوت المطربة فريدة والموسيقى التراثية العراقية (التشالغي البغدادي) والتي تتكون من آلات موسيقية تراثية كالجوزة التي يعزف عليها محمد قمر والقانون الذي يعزف عليه وسام العزاوي والعود الذي يعزف عليه لطيف سعد وجميل علي ضابط الايقاع. وقال قمر ان حفلاتهم في الولايات المتحدة الأميركية تأتي مكملة لجولة عربية اوروبية ابتدأت منذ اكثر من ثلاثة أشهر في الجزائر وتونس وباريس وليل ولندن واستوكهولم ومالمو وسبقتها جولة فنية في بيروت والمغرب.
وأضاف قائلاً ان مهمتهم تعريف العالم بالتراث الموسيقي العراقي في وقت يعاني فيه الفن العراقي من الحصار بسبب سياسات النظام العراقي.
وأعربت المطربة فريدة محمد علي عن سعادتها بما انجزته للموسيقى العراقية والعربية وقالت في حديث هاتفي اول من امس انها عرفت الجمهور الأوروبي والعربي في عدد من دول العالم بفن المقام وانها فوجئت بالجمهور وهو يقبل على حفلاتها في الولايات المتحدة الأميركية.
يذكر ان فريدة كانت قد درست الى جانب فن المقام العراقي، آلة العود على يد الفنان الراحل منير بشير في معهد الدراسات الموسيقية ببغداد قبل ان تتعين استاذة في ذات المعهد.