القذافي يأمر بالتحقيق في مقتل 93 مهاجرا أفريقيا

TT

أبلغت مصادر ليبية مطلعة «الشرق الأوسط» ان الرئيس الليبي معمر القذافي أمر السلطات المختصة في بلاده بتشكيل لجنة للتحقيق في ملابسات حادثة منطقة مرزوق الجنوبية التي قتل فيها نحو 93 من المهاجرين الأفارقة الذين تقطعت بهم السبل في الصحراء الليبية ولقوا حتفهم نتيجة الجوع والعطش، لتلافي تكراره مستقبلا.

ونفت هذه المصادر التي طلبت عدم كشف هويتها تحمل السلطات الليبية أية مسؤولية قانونية أو سياسية عن هذا الحادث، وحملت من أسمتهم بـ«تجار رحلات الموت» الذين يسعون للكسب السريع عبر تهريب الافارقة من نقاط المراقبة الحدودية المسؤولية القانونية والاخلاقية بشأن هذه المأساة الانسانية.

وكانت وكالة الجماهيرية الليبية للأنباء قد نقلت عن مسؤولين محليين في منطقة مرزوق الصحراوية بجنوب ليبيا نبأ العثور على جثث 93 من المهاجرين الأفارقة في حالة تعفن وتحلل شديدين مما أدى الى دفنهم في مكان العثور عليهم بينما أجرت السلطات الليبية مسحا للبحث عن نحو 82 آخرين يعتقد انهم مفقودون وكانوا برفقة الضحايا الذين قضوا نحبهم بسبب العطش وارتفاع درجة الحرارة في هذه المنطقة الصحراوية غير المأهولة بالسكان.

وتفيد التقارير الواردة من طرابلس أن معظم الضحايا لم تكن بحوزتهم جوازات سفر أو أوراق هوية رسمية وانهم ينتمون الى كل من بوركينا فاسو والنيجر ونيجيريا والسودان.

ويعد هذا الحادث الأول من نوعه الذي تعلن عنه السلطات الليبية والتي دشنت قبل ثلاثة أعوام انفتاحا في توجهها نحو تدعيم علاقاتها مع دول القارة الافريقية وهو ما أدى الى وجود مليوني مهاجر افريقي على الأقل داخل الأراضي الليبية معظمهم يعملون في مهن هامشية. ولكن معلومات غير رسمية أفادت أمس أن حادث منطقة مرزوق الجنوبية لم يكن الأول من نوعه حيث سبقه حادث مماثل في مطلع العام الجاري حين تم العثور على جثث 23 من رعايا دولة النيجر تقطعت بهم السبل لدى محاولتهم دخول الأراضي الليبية بطرق غير مشروعة.

وتقول مصادر افريقية في طرابس لـ«الشرق الأوسط» ان تسليط الأضواء حول وقوع هذه الكارثة قد يساهم في تدخل السلطات الليبية لتحسين الاجراءات المتبعة للسماح بتوافد وهجرة العمال والمواطنين الافارقة اليها. وقالت ان هذا الحادث لن يكون له أي تأثير سلبي على مجمل العلاقات الليبية ـ الافريقية على اعتبار انه حادث عرضي وقضاء وقدر.

جدير بالذكر ان السلطات الليبية تقوم حاليا بمحاكمة عشرات من الليبيين والأفارقة بتهمة التسبب في مقتل نحو مائة وثلاثين من المهاجرين الافارقة خلال أحداث الشغب الدامية التي شهدتها مدينة الزاوية الليبية خلال شهر سبتمبر (ايلول) الماضي.