كابيلا يعفو عن الناجي الوحيد من مجزرة اللبنانيين في الكونغو

TT

«الله كبير» كانت العبارة الاولى التي قالها علي اللقيس لدى اتصاله بوالدته رلى اللقيس في لبنان، فور اطلاق سراحه في احد سجون الكونغو. وعلي هو اللبناني الثاني عشر والناجي الوحيد من المجزرة التي ذهب ضحيتها 11 لبنانياً اثر اغتيال الرئيس الكونغولي لوران ديزيريه كابيلا في 16 يناير (كانون الثاني) الماضي.

وكانت وزارة الخارجية والمغتربين قد تبلغت من القائم بالاعمال في سفارة لبنان في جمهورية الكونغو الديمقراطية روبير نعوم ان الرئيس الكونغولي جوزيف كابيلا اصدر عفواً عن اللبناني علي اللقيس من ضمن 450 معتقلاً، وذلك بمناسبة عيد التحرير في بلاده الذي صادف في 17 الحالي .

واضافت والدة علي في اتصال اجرته معها «الشرق الأوسط»: «تربى علي في كينشاسا حيث كنا نعيش حتى اندلاع الاحداث فيها قبل 9 اعوام. خسرنا فيها كل ما نملك واصيب زوجي بأزمة قلبية فعدنا الى لبنان. لكن علي لم يستطع اكمال دروسه نظراً لاختلاف المناهج التعليمية بين لبنان وكينشاسا، وحين بلغ العشرين من عمره عاد الى الكونغو وبدأ يعمل في التجارة». واضافت :«خفت عليه كثيراً، لكنه برهن لي انه جدير بتحمل المسؤولية لجديته وعصاميته».

واشارت رلى اللقيس الى انها لم تر ابنها علي منذ خمسة اعوام، وفجأة اتصل بها رفاقه واخبروها انه سجن من دون اطلاعها على الظروف التي كانت غامضة آنذاك، واضافت انها بقيت شهرين من دون اي خبر عنه حتى سافر المدير العام للمغتربين هيثم جمعة موفداً من وزير الخارجية والمغتربين محمود حمود، وتسلم اسمه مع المفقودين وسرت شائعات عن تصفيته، ثم تبلغ جمعة خبر اعتقاله واخبر شقيق زوجها بالامر، الا ان صعوبة الاتصالات وقوة الشائعات حالت دون تيقنها من انه ما يزال على قيد الحياة. وتنتظر رلى اللقيس وصول ابنها علي الى بيروت بعد اجراءات روتينية من ضمنها تجديد جواز سفره وتسلمه منزله من المحكمة بعد ان نهب كل ما فيه وصودرت منه امواله، كما قالت، مضيفة: «لن ادعه يرجع الى هناك، فقد ذقت المر خلال هذه الاشهر الصعبة».