الجزائر: دعوة بربرية لمنح منطقة القبائل حكما ذاتيا

TT

فيما استقبل الرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة امس زعماء احزاب سياسية للتشاور حول احداث العنف التي شهدتها منطقة القبائل اخيرا ،ابدت مصادر سياسية تخوفها من انزلاق الوضع في المنطقة بشكل قد يدفع البلاد الى «متاهات لا يعلم أحد مداها». وجاء هذا التخوف ردا على تجديد أحد اقطاب التيار البربري دعوته لمنح منطقة القبائل استقلاليتها.

وقال رئيس الحركة الثقافية البربرية فرحات مهنى في تصريح صحافي مقتضب امس ان منطقة القبائل يجب ان تستفيد من وضع خاص يحميها ويحمي ابناءها من بطش الانظمة المتعاقبة. واضاف في مؤتمر صحافي عقده في تيزي وزو انه سينظم مسيرة شعبية الخريف المقبل لتأكيد مطلب منح المنطقة الحكم الذاتي. وقال ان الحكم الذاتي لا يعني الانفصال عن الجزائر، بل انه يعكس «طموحا كبيرا لمنطقة القبائل من اجل العيش في سلام».

من ناحية ثانية، افاد مصدر رسمي ان الرئيس بوتفليقة استقبل امس ثلاثة رؤساء احزاب ممثلة في البرلمان. ولم تصدر اي معلومات حول مضمون المحادثات التي جرت بين الرئيس الجزائري ورؤساء الاحزاب الثلاثة: بوعلام بن حمودة رئيس حزب جبهة التحرير الوطني (الحزب الوحيد الحاكم سابقا) والشيخ محفوظ نحناح رئيس حزب حركة مجتمع السلم (اصولي) والحبيب ادمي رئيس حزب حركة النهضة (اصولي). ونقلت وكالة الصحافة الفرنسية عن بن حمودة قوله للتلفزيون الرسمي انه اثار في ما اثار مع الرئيس احداث منطقة القبائل (شرق الجزائر) التي هزتها اعمال شغب. واعتبر انه «يجب ان يتوقف العنف والتدمير وان تتوقف اجهزة الامن عن استخدام الاسلحة النارية».

الى ذلك، شهدت مدينة بجاية في منطقة القبائل امس مظاهرة شارك فيها الآلاف من موظفي القطاع العام رددوا فيها هتافات مناوئة للسلطات وللرئيس بوتفليقة. وفي الوقت نفسه اعلن عن تنظيم مسيرة في العاصمة غدا تضامنا مع منطقة القبائل. وفي السياق نفسه افادت تقارير بأن قيادة الامن اصدرت تعليمات بتجريد قوات الامن من اسلحتها خلال المسيرات بعدما سقط اكثر من 50 قتيلا في احداث منطقة القبائل التي بدأت في 18 ابريل (نيسان) الماضي.