تل ابيب: نظير مجلي غزة: صالح النعامي دعا الأمير عبد الله بن عبد العزيز، ولي العهد ونائب رئيس مجلس الوزراء ورئيس الحرس الوطني السعودي الى أن تأخذ الحكمة «دورها لدى الطرف الاسرائيلي قبل ان يصبح وجه السلام وملامحه كالحة شاحبة في اعيننا». ووجه الامير عبد الله هذا النداء في ختام زيارته سورية امس داعيا «عقل العاقل وحكمة الحكيم ان تسمع بلسان عربي وقلب مؤمن نداء لا نزاود به أو عليه».
وقال الامير عبد الله انه جاء الى سورية حاملا «تداعيات الحاضر واحتمالات المستقبل تجاه قضيتنا العربية والاسلامية»، مؤكدا ان «من يحمل شرعية الحق ويستمد العون منه (جل جلاله) لا يقف على اعتاب الطريق، متسائلا او حائرا او مترددا فالحقوق لا تستجدى».
ولاحظ الامير عبد الله ان الطرف الاسرائيلي «تمادى في غيه وعنفه وغطرسته واخذت الرصاصة الاسرائىلية تغتال الشيخ المسن والمرأة والطفل الرضيع»، محذرا ان «كل رحم امرأة عربية ابية يحمل في احشائه ثأرا وكل شهيد عانق الثرى ترك خلفه صرخة مدوية في صدر كل طفل يتطلع الى الاستشهاد». وقال : «فليفعل شارون ما بدا له، فاليوم قد يكون يومه وغداً لنا ان شاء الله، فكل قطرة دم عربية واحدة سالت على أرضنا العربية المغتصبة لها جزية الدفع عند من أراقها وليس العرب والمسلمون من يقبلون بغير حقهم كاملاً جزية».
ووصل الامير عبد الله الى برلين امس في زيارة رسمية تستغرق يومين. واستقبله المستشار الالماني غيرهارد شرودر في مطار برلين. وعقد الأمير عبد الله لقاء مع رئيس الحكومة الالمانية قبيل مأدبة عشاء تكريمية أقامها شرودر لضيفه الكبير. ومن المقرر ان يبحث القائدان الوضع في الشرق الاوسط ومسائل اقتصادية، كما ذكر الجهاز الاعلامي للحكومة الألمانية. ويلتقي ولي العهد السعودي اليوم ايضا الرئيس الالماني يوهانس راو.
واستقبال المستشار الالماني الرسمي في المطار لمسؤول اجنبي كبير هو مخالفة للبروتوكول ليست مألوفة الا لدى استقبالهم للمسؤولين السعوديين. وعادة ما يستقبل المستشار الملوك ورؤساء الدول والحكومات الاجنبية امام مدخل المستشارية.
من ناحية اخرى بدأ مدير المخابرات المركزية الاميركية (سي. اي. ايه) جورج تينيت امس جولة في عدد من عواصم المنطقة سعيا لتثبيت قرار وقف اطلاق النار الذي اعلنه الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات السبت الماضي عقب مقتل 20 اسرائيليا في عملية انتحارية في ملهى ليلي بتل ابيب.
ويسعى تينيت خلال جولته هذه التي تستغرق بضعة ايام يقود خلالها لقاءات امنية فلسطينية ـ اسرائيلية، الى استئناف التنسيق الامني بين الجانبين، واقناع السلطة الفلسطينية باعادة اعتقال قائمة باسماء حوالي 300 ناشط فلسطيني من حركتي حماس والجهاد الاسلامي وحتى فتح التي يتزعمها الرئيس عرفات، اضافة الى وقف ما يسميه الاسرائيليون بالتحريض في وسائل الاعلام الفلسطينية.