رئيس الوزراء البريطاني «يرفض» لقاء شارون

وزير إسرائيلي: موقف بريطانيا متحيز لأنها لا تنسى دورنا في تحطيم امبراطوريتها

TT

تل أبيب: نظير مجلي أكد أمس متحدث باسم وزارة الخارجية البريطانية أن محاولات جرت لترتيب لقاء بين رئيس الوزراء البريطاني توني بلير ورئيس الوزراء الإسرائيلي آرييل شارون الذي سيتوقف في لندن بعد غد في طريقه إلى الولايات المتحدة، لكنها فشلت لانشغال بلير بجدول أعمال مزدحم ذلك اليوم.

وردا على سؤال لـ«الشرق الأوسط» حول ما إذا كان شارون قد طلب رسميا مقابلة بلير، اعتذر المتحدث البريطاني عن عدم إعطاء تفاصيل من دون أن يوضح من هي الجهة التي حاولت ترتيب اللقاء.

لكن المتحدث نفى أن يكون عدم استقبال بلير لشارون بسبب برنامج بثه التلفزيون البريطاني (بي.بي.سي) يوم الأحد الماضي وأعيد بثه مرة أخرى امس حول مسؤولية شارون ودوره في مجازر صبرا وشاتيلا ضد اللاجئين الفلسطينيين في لبنان عام 1982، وما اذا كان يجب محاكمته. واضاف المتحدث أن مكتب رئيس الوزراء البريطاني أعرب عن استعداد بلير للقاء شارون مستقبلا بعد ترتيب موعد مناسب لمثل هذا اللقاء.

وكان مصدر سياسي إسرائيلي قال ان رئيس الوزراء الإسرائيلي سيتوقف في لندن خلال توجهه إلى الولايات المتحدة الأحد المقبل، لكنه لن يلتقي نظيره البريطاني، موضحا أن عدم لقاء بلير ليس له أي مدلول سياسي لأن شارون سيتوقف في لندن الأحد وهو يوم عطلة في بريطانيا، لتزويد طائرته بالوقود.

لكن مسؤولا في حزب الليكود الذي يتزعمه شارون، هو السفير الإسرائيلي السابق في واشنطن زلمان شوفال اعتبر ان بلير قد يكون رفض لقاء شارون بعد بث البرنامج التلفزيوني حول مسؤولية رئيس الوزراء الاسرائيلي في مجازر صبرا وشاتيلا.

وقال شوفال لاذاعة الجيش الاسرائيلي ان «هذا البرنامج هو مؤشر. من المحتمل جدا ان يكون احدهم همس الى رئيس الوزراء البريطاني بأن الوقت ليس مناسبا لعقد مثل هذا اللقاء».

وفي برنامج بعنوان «المتهم» تساءل تلفزيون «بي.بي.سي». حول مسؤولية شارون في مجازر مخيمي صبرا وشاتيلا للاجئين في لبنان عام 1982 واحتمال توجيه اليه تهم ارتكاب جرائم حرب.

وكانت الحكومة البريطانية قد اعتذرت عن اجراء لقاء كهذا معللة الامر بالقول ان يوم الاحد هو يوم استراحة رئيس الوزراء ولا يستطيع قطع استراحته لاي لقاء سياسي.

لكن هذا الجواب لم يرض الاسرائيليين. واعتبروه موقفا سياسيا متميزا قالوا ان سياسة بريطانيا باتت تتسم في السنوات الاخيرة، لصالح العرب والفلسطينيين. وراح وزير الامن الداخلي الاسرائيلي عوزي لانداو (ليكود)، الى ابعد من ذلك ليعتبر هذا الموقف البريطاني «حلقة اخرى في سلسلة العداء التاريخي لاسرائيل عموما ولليمين فيها بشكل خاص». وقال لانداو للاذاعة الاسرائيلية بالعبرية امس «ان بريطانيا لا تنسى لنا دورنا في تحطيم امبراطوريتها الاستعمارية، فنحن (اليهود) كنا اول من قاوم استعمارها عسكريا. وكان لهذه المقاومة، ورحيل بريطانيا عن ارض اسرائيل (فلسطين) اكبر الاثر على شعوب العالم المستعمرة الاخرى، فبدأت تقاوم مثلنا حتى انهارت الامبراطورية الانجليزية».

وقال لانداو «ان الحكومة البريطانية تصرفت مع مناحم بيغن، عندما كان رئيسا للمعارضة الاسرائيلية (قبل عام 1977) مثلما تتعامل اليوم مع شارون. ففي حينه رفضت دخوله بريطانيا، بسبب دوره في تفجير فندق الملك داود في القدس (الذي اسفر عن مقتل عشرات البريطانيين) وغيره من العمليات العسكرية قبل سنة 1948، وقد حان الوقت لان ترفع اسرائيل صوتها بشكل موحد ضد هذا العسف»،