القاهرة: هدوء بعد مصادمات ليلية أصيب فيها 70 من الأقباط والشرطة

تعليمات لرجال الأمن بالتعامل اللين مع المتظاهرين

TT

عاد هدوء نسبي امس الى منطقة العباسية في وسط القاهرة التي يوجد فيها مقر الكاتدرائية الارثوذكسية بعد مصادمات مساء اول من امس بين شبان اقباط محتجين والشرطة اصيب فيها 70 شخصا بينهم 30 من المتظاهرين و40 من الشرطة، ومعظمها اصابات خفيفة، وذلك ضمن تفاعلات قضية صحيفة «النبأ» المستقلة التي اوقفتها السلطات المصرية بعد نشرها صورا فاضحة مع نساء لراهب فصلته الكنيسة واثارت غضب الاقباط بسبب عدم اشارتها الى انه راهب مفصول، والزعم بان هذه الممارسات كانت تتم في الدير.

وكان عدد من الأقباط حاول الخروج من مقر الكاتدرائية في مظاهرة جماهيرية مساء اول من امس احتجاجا على الموقف مما اضطر سلطات الأمن التي طوقت الكنيسة الى محاولة التصدي لهم، وعلى اثر ذلك لجأت سلطات الأمن لاخلاء المقر البابوي من المتظاهرين تماما ومنعت دخوله وفرضت طوقا أمنيا مشددا على المنطقة.

وعلم ان تعليمات مشددة صدرت لقوات الشرطة بالتعامل بليونة مع المحتجين، وعدم الاقدام على دخول مقر الكاتدرائية والاكتفاء برد الفعل تجاه المتظاهرين الغاضبين وعدم استخدام الاسلحة النارية أو طلقات الخرطوش والاكتفاء بمنع المحتجين من الخروج الى الشارع.

وحسب مصادر قبطية داخل الكنيسة فان احد اسباب تصاعد الاحداث كان عدم القاء البابا شنودة محاضرته الاسبوعية مساء اول من امس في وقت احتشدت فيه جموع كبيرة من الاقباط اضافة الى ورود معلومات الى الكنيسة بان القرار الرسمي لاغلاق الصحيفة لم يصدر بعد رغم الاعلان عن اغلاقها مما أدى الى زيادة سخونة الاحداث وتصاعدها على نحو مغاير.

وفاقم الأمر الاعلان عن ذهاب البابا الى دير وادي النطرون اذ انه معروف بين الأقباط أن توجه البابا الى وادي النطرون يكون للغضب وأداء الصلوات أملا في حل الأزمة، لكن مصادر قبطية قريبة من البابا قالت ان امتناع البابا عن إلقاء محاضرته كان بناء على طلب أمني خوفا من حالات التجمهر داخل الكنيسة، وخرج سكرتير البابا الأنبا يؤنس الى جموع المتظاهرين وأخبرهم ان توجه البابا الى دير وادي النطرون هو قراره وليس قرار الامن وان الهدف منه هو حمايتهم خشية ان يندس في وسطهم مغرضون.

وسيحاكم رئيس تحرير الصحيفة امام محكمة امن دولة بعد غد الاحد بينما بدأ المجلس الأعلى للصحافة اجراءات قضائية لالغاء ترخيص الصحيفة التي بدأ صاحبها من ناحيته تحركا قانونيا مضادا وطالب النائب العام التدخل للحد من مضايقات السلطات المعنية والتي منعت اصدار الصحيفة.

وطالب البابا شنودة الثالث رئيس الكنيسة القبطية في مصر امس في حديث مع التلفزيون الرسمي بفرض عقوبات على صحيفة «النبأ»، قائلا ان «ما يهدئ الاقباط هو اجراء عملي تجاه الجريدة التي اساءت الى مشاعر المسيحيين، وتجاه محرر الجريدة». وكانت صحيفة «النبأ» الاسبوعية قد نشرت الاحد الماضي مقالا لرئيس تحريرها ممدوح مهران بعنوان «دير يتحول الى وكر للدعارة» مرفقا بصور لرجل ملتح قالت انه راهب في دير المحرق الواقع في منطقة اسيوط في الصعيد، في اوضاع فاضحة مع احدى النساء.

وقال البابا شنودة «كيف نشر هذا لو لم يكن هناك سوء نية. انه تشهير بالدير وبالمسيحية عموما». وأوضح ان الصور المنشورة استخدمت «للإساءة الى الدير ورئيسه والديانة المسيحية».