سندريللا الشاشة العربية ودعت الحياة في لندن

الشرطة تحقق في سقوط سعاد حسني من الدور السادس

TT

القاهرة ـ لندن ـ «الشرق الأوسط» انطفأت أمس الشمعة الأخيرة في حياة سعاد حسني «سندريلا» السينما المصرية والعربية، بعد صراع مرير مع المرض امتد لسنوات، في أحد المستشفيات بلندن وعن عمر يناهز الـ57 ربيعا.

وقطع التلفزيون المصري ارساله ليذيع نبأ وفاة سعاد حسني التي اعتزلت السينما قبل حوالي عشر سنوات. وانتشرت حالة من الحزن والأسى في أوساط الشارع المصري والأسر التي عاشت أول من أمس سهرة فنية ممتعة مع فيلم «الزوجة الثانية» أحد أهم أفلام السينما المصرية.

وكان الرئيس المصري حسني مبارك قد أمر بسرعة اتخاذ الاجراءات لعودة جثمان الفنانة الكبيرة الى مصر، ومن المتوقع أن تودع سعاد حسني الى مثواها الأخير حشود ضخمة من محبيها وعشاق فنها من المصريين والعرب.

وفي لندن قال المخرج فؤاد عبد الرازق من هيئة الاذاعة البريطانية واحد اصدقاء الفنانة الراحلة ان الممثلة يسرا كانت اخر من زار سعاد حسني من مصر في لندن. وقال ان سعاد حسني كانت مشغولة في الايام الاخيرة بتسجيل برنامج صرخة القدس الذي تتلو فيه رباعيات الشاعر صلاح جاهين.

وبرحيل سعاد حسني تفتقد الساحة الفنية في مصر والعالم العربي ملمحا قويا من ملامح الزمن الجميل، فيندر أن يجتمع الجمهور بكل فئاته وطبقاته على حب فنانة مثلما اجتمع على حب سعاد حسني. ولدت سعاد حسني في منطقة الفوالة بالعتبة عام 1944 في اسرة فنية مارست الفن هواية واحترافا في فروع مختلفة. واشتهر والدها محمد حسني البابا باسم حسني الخطاط كنية عن انه كان خطاطا كبيرا في الثلاثينات والاربعينات من القرن الماضي.

وكانت سعاد حسني واحدة من سبعة عشر أخا وأختا معظمهم غير أشقاء.

عاشت سعاد حسني رحلة فنية خصبة حافلة بالعطاء المتميز والمتنوع قدمت خلالها 82 فيلما من بينها «اشاعة حب» و«الزواج على الطريقة الحديثة» و«البنات والصيف» و«شيء من العذاب» و«أين عقلي» و«الاختيار» و«الكرنك» و«الحب في الزانزنة» و«الحب الضائع» و«القاهرة 30» و«موعد على العشاء» و«الجوع» و«خلي بالك من زوزو» و«الزوجة الثانية».

وقررت سعاد حسني الاعتزال عقب فشل فيلم «الدرجة الثالثة» اخراج شريف عرفة الذي قامت ببطولته امام أحمد زكي حيث اصابها الفشل بنوع من الاكتئاب لكنها عادت مرة ثانية للسينما لتقدم أخر اعمالها على الاطلاق وهو فيلم «الراعي والنساء» مع أحمد زكي ويسرا واخراج علي بدرخان.

وفازت سعاد حسني بجائزة أحسن ممثلة من جمعية الفيلم عام 1975 عن فيلم «أين عقلي». وجائزة المهرجان الثاني للجمعية عام 1977 عن فيلم «الكرنك».

وفي عام 1979 حصلت على شهادة تقدير في عيد الفن من الرئيس الراحل أنور السادات لعطائها الفني المتميز.