بوش يرفض دفع 800 مليون دولار وشارون يعترف بخلاف حول الاستيطان

إسرائيل: باول جاء إلى المنطقة بضغط من السعودية ومصر

TT

تل ابيب: نظير مجلي واشنطن: محمد صادق رغم محاولات اسرائيل التقليل من شأن الفشل الذي منيت به زيارة ارييل شارون رئيس الوزراء الاسرائيلي لواشنطن، فان شارون عجز عن تحقيق الاهداف المرجوة من لقائه الثاني الليلة قبل الماضية مع الرئيس الاميركي جورج بوش في البيت الابيض، وبرزت خلافات واضحة في مواقف الطرفين بشأن الوضع في الاراضي الفلسطينية.

فقد فشل شارون في الحصول على تعهد اميركي بشأن الـ800 مليون دولار التي وعد بها الرئيس السابق بيل كلينتون لتغطية تكاليف الانسحاب من جنوب لبنان.

واقر شارون بوجود خلاف مع واشنطن بشأن الاستيطان. وقال في تصريح اذاعي «ان للاميركيين موقفا مختلفا عن موقفنا وهذا امر مشروع ولا يسيء الى علاقاتنا».

كذلك لم يحصل شارون على ضوء اخضر اميركي «لتوجيه ضربة قاصمة» للرئيس الفلسطيني ياسر عرفات الذي يحمله تبعية كل اعمال العنف، او على الاقل مضاعفة الضغوط عليه لوقف المواجهات. ليس هذا فحسب بل ان الاميركيين يعتقدون ان عرفات بذل كل جهده من اجل تهدئة الاوضاع تسمح بالتحرك من اجل تنفيذ توصيات لجنة ميتشل. وجاء هذا الاعتراف الاميركي على لسان وزير الخارجية كولن باول بعد محادثاته مع الرئيس المصري حسني مبارك امس في القاهرة التي كانت محطته الاولى في جولته في المنطقة.

لكن باول عاد وقال ان شارون سيكون الشخص الذي سيقرر متى يكون العنف قد هدأ بما يكفي للتحرك قدما بخطة اميركية لانهاء تسعة اشهر من اراقة الدماء.

ولم ينجح شارون في منع جولة باول الجديدة في المنطقة الرامية الى تطبيق توصيات لجنة ميتشل التي ترتكز بالاساس حول وقف اطلاق النار ووقف النشاط الاستيطاني الكامل. لكن الاسرائيليين يقولون ان باول الذي وصل مساء امس الى اسرائيل، لم يأت الى المنطقة برغبته او رغبة رئيسه بوش بل بسبب تدخل مباشر من المملكة العربية السعودية ومصر. ويضيف الاسرائيليون القول ان باول لن يحمل معه جدولا زمنيا إلزاميا لتنفيذ توصيات لجنة ميتشل وانه تخلى عن هذه الفكرة بطلب من شارون. وانه سيحاول التوصل الى هذا الجدول بمشاركة الطرفين.

واذا ما صحت هذه المعلومات فانها ستكون مخيبة للفلسطينيين الذين يتوقعون موقفا اميركيا واضحا في هذه المسألة. ويؤكد الفلسطينيون انهم لن يقبلوا باستمرار المسار الامني في غياب المسار السياسي.

وفي هذا السياق يفترض ان يكون مسؤولو الاجهزة الامنية الفلسطينية والاسرائيلية قد اجتمعوا في تل ابيب الليلة الماضية برعاية اميركية في اطار الاجتماعات الاسبوعية التي اتفق عليها في تفاهمات جورج تينيت مدير الـ«سي. اي. ايه».

الى ذلك، وفي اطار الرد على الاتهامات بانه ليس جادا في الحديث عن السلام وانه يحاول البحث فقط عن حلول مرحلية مؤقتة، قال شارون ان لديه خطة سلام مرحلي طويل. لكنه لا يريد طرحها الآن، بل في الموعد المحدد للمفاوضات السلمية، في المرحلة الرابعة من توصيات لجنة ميتشل، و«التي لن نصل اليها الا اذا انهينا المراحل الثلاث السابقة».

وتحدث عن الخطة باقتضاب فقال انها تشمل اقامة دولة فلسطينية مستقلة في الضفة الغربية وقطاع غزة، ولكن من دون القدس (فهذه تبقى ضمن السيطرة الامنية الاسرائيلية). ويريد شارون ان تبقى المستوطنات اليهودية مكانها واقامة نقاط مراقبة امنية في غور الاردن وعلى طول الخط الاخضر (حدود 1967) الغربية.

ووصف صائب عريقات كبير المفاوضين الفلسطينيين هذه الخطة بانها لا تستحق البحث. وقال «هذا هو برنامج شارون الانتخابي ويستهدف الغاء الحل الدائم واجهاض توصيات لجنة ميتشل».