إيران: الأمن يلاحق المطلوبين العرب

طهران تحقق في هويات أجانب بعد لائحة الاتهامات الأميركية

TT

كشفت مصادر ايرانية مطلعة لـ«الشرق الأوسط» أن وزارة الداخلية الايرانية بدأت بالتنسيق مع وزارة اطلاعات (الاستخبارات) عملية «تحر شامل» حول المواطنين العرب الدارسين في الحوزات الدينية في قم ومشهد بعد ازدياد مخاوف السلطات المسؤولة عن اقامة الأجانب في ايران حيال تسلل عناصر مطلوبة للعدالة في بلدانها الى ايران بصورة غير شرعية واستقرارها في الحوزات الدينية تحت غطاء الطلبة ورجال الدين الشيعة، بمساعدة بعض مسؤولي اجهزة امنية غير خاضعة لاشراف الحكومة وبعض الشخصيات الدينية المناهضة للرئيس محمد خاتمي.

وكشف مصدر بمدرسة حقاني الدينية في قم لـ«الشرق الأوسط» ان العشرات من الأجانب دخلوا الحوزات بوثائق مزورة وبلا وثائق احياناً بسبب ارتباطهم مع جهات معينة في الحرس ومنظمات مسؤولة عن الدعاية والتبليغ الديني في السنوات الأخيرة. وأشار الى اعتقال بعض الأفغان العرب ممن دخلوا البلاد بصورة غير شرعية عبر الحدود الشرقية مع باكستان وأفغانستان ورغم انتماء هؤلاء الى المذهب السني غير انهم تظاهروا بالتشيع مما سهّل دخولهم المدارس الدينية.

وبناء على أوامر مباشرة من الرئيس خاتمي فان وزارة الداخلية ودائرة الأمن الداخلي بوزارة اطلاعات وقوات الأمن شنت حملة واسعة منذ الأسبوع الماضي بعد ان اتهمت واشنطن عناصر من داخل النظام بدعم وتدريب وتمويل الارهابيين الضالعين في انفجار الأبراج السكنية بمنطقة الخبر شرق السعودية، لتطهير الحوزات من المقيمين غير الشرعيين وبينهم عدد من مواطني الدول العربية، واستناداً الى مصدر بوزارة الداخلية، فان بعض الدول الصديقة وضعت تحت تصرف السلطات المسؤولة في ايران ملفات حول وجود بعض مواطنيها المطلوبين في قضايا تخص أمن هذه الدول، في ايران. وأضاف المصدر ان هذه الدول لا تتهم ايران بايواء هؤلاء المطلوبين بل تطالب بالتحري عنهم للتأكد من وجودهم او عدم وجودهم في ايران. ومنذ ان اتهم وزير العدل الأميركي جون اشكروفت، ولويس فريه المدير السابق للمباحث الفيدرالية الأميركية الـ«اف. بي. آي» مسؤولين ايرانيين بالضلوع في مخطط تفجير أبراج الخبر، ومحاكمة احمد جيحوني احد عملاء الاستخبارات الايرانية في باريس بتهمة المشاركة في اغتيال الأستاذ والحقوقي المعارض الدكتور رضا مظلومان أواخر عهد هاشمي رفسنجاني، ارتفعت في ايران اصوات مصدرها النواب الاصلاحيون وبعض الصحافيين بطرد رجال علي فلاحيان وزير الاستخبارات السابق من أجهزة الأمن وعزل بعض قادة الحرس ممن توجد أدلة حول ضلوعهم في انشطة ارهابية خارج البلاد.

وقالت مصادر ايرانية ان العميد احمد وحيدي لم يحضر الى مكان عمله في استخبارات الحرس منذ اسبوع فيما انتشرت منذ الاثنين الماضي شائعات حول عزل عدد من مسؤولي جهاز استخبارات الحرس بأمر مرشد الثورة علي خامنئي.

الى ذلك قالت مصادر مطلعة في واشنطن ان احمد المغسل الذي ورد اسمه في لائحة الاتهامات الأميركية حي ولم يمت كما رددت بعض التقارير، ويعتقد انه موجود في ايران تحت هوية أخرى، أما الشخص الذي توفي فهو الشويخات.