أميركا تتراجع عن تصريحات باول وترفض المراقبين الدوليين

TT

لعب وزير الخارجية الاميركي كولن باول في اليوم الثاني من جولته في الشرق الاوسط، على وتري الحكومة الاسرائيلية والسلطة الوطنية الفلسطينية. فوافق مع وزير الخارجية الاسرائيلي شيمعون بيريس لدى اجتماعه به امس باعتباره القائم بأعمال رئيس الوزراء في غياب ارييل شارون الذي لم يكن قد عاد الى اسرائيل من واشنطن، على المطلب الاسرائيلي الداعي لوقف اطلاق النار وقفاً تاماً لعدة ايام قبل تطبيق توصيات ميتشل، فيما وافق الفلسطينيين، بشكل ما، على حاجتهم للمراقبين الدوليين.

ولم تمض بضع ساعات على تصريح كولن باول بشأن موافقته على مطلب الرئيس الفلسطيني بضرورة ارسال مراقبين للاشراف على وقف اطلاق النار، حتى سارع مسؤول رفيع المستوى في وزارة الخارجية، بنفي ان يكون باول قد نطق بمثل هذه العبارة.

وقال المسؤول ان باول «لم ينطق بكلمة، دولية ولا كلمة قوة»، مضيفا «ان وزير الخارجية لم يدعم خطة عرفات ولا خطة اي كان». غير ان مصدرا فلسطينيا قال ان باول الذي كان يتحدث في مؤتمر صحافي مشترك مع عرفات عقب لقائهما الذي استغرق 3 ساعات بدل ساعتين في رام الله، تحدث بوضوح تام لا لبس فيه.

ومن جهة ثانية اوضح البيت الابيض امس ان ما قاله الوزير باول عن العرض الذي تقدم به عرفات بأن يقوم مراقبون من الخارج بمراقبة والاشراف على تطبيق وقف النار، لا يحمل جديدا بالنسبة لموقف اميركا المعروف من هذا الموضوع. وان ما قاله باول لا يعني دعما لعرض عرفات. وقال اري فلايشر المتحدث باسم البيت الابيض ان ما قاله باول حرفيا هو انه «يعتقد ان هناك فهما واضحا للحاجة الى نوع من المراقبة تقوم بها مجموعة». وتابع: ان هذا ما قاله، وليس معناه دعما لما عرضه الفلسطينيون.

وقال: ان ما قاله الوزير باول يعود الى ما جاء في اتفاق «واي بلانتيشن» بين الفلسطينيين والاسرائيليين، ولا تغيير طرأ عليه. وان الاطراف نفسها هي التي تتفق على نوع المراقبة. وقال ان هذا يختلف عما طرحه عرفات من قيام مراقبين دوليين بشكل محدد لمراقبة وقف النار. وكرر القول عند سؤاله عن موقف الادارة مما طرحه عرفات تحديدا فقال: «ان اقتراحا او عرضا كهذا لا بد ان يتفق الطرفان عليه».

وفي خطوة قد تكون لها انعكاسات سلبية على الموقف الأميركي قتل مسلح فلسطيني امس مستوطنة وجرح اخرى عندما اطلق النار على سيارتهما في شارع التفافي على مقربة من نقطة تفتيش عسكرية اسرائيلية في محيط مدينة جنين شمال الضفة الغربية. ويزور باول المنطقة حسب قوله من اجل التوصل الى جدول زمني لوقف اطلاق النار وفترة لبناء الثقة وتطبيق توصيات ميتشل.

وفي هذا السياق اعتبر مصدر اميركي ان تمسك واشنطن بضرورة تنفيذ توصيات ميتشل التي تتمحور في الاساس الى جانب وقف اطلاق النار، حول وقف كامل للنشاط الاستيطاني في الضفة الغربية وقطاع غزة والقدس الشرقية، يجب ان ينظر اليه باعتباره خطوة مهمة وضغطا كبيرا على شارون. الا ان المصدر قال ان واشنطن ما تزال تتلقى اشارات متناقضة من عرفات مما يجعلها مترددة في استقباله حاليا. وذكر المصدر ان اهم نقطة بالنسبة للجانب الفلسطيني في تقرير ميتشل هي موضوع الوقف الكامل للاستيطان.

الى ذلك حدد بيريس خلال لقائه بباول صباح امس، 3 شروط قبل الانتقال الى المرحلة الثانية من توصيات ميتشل. الاول ان يصدر عرفات التعليمات لجميع قواته بوقف كامل لاطلاق النار ضد الاسرائيليين. والثاني وقف جميع اشكال التحريض ضد اسرائيل. والثالث ان يعتقل عرفات «جميع الارهابيين» دون ان يحدد عددا او اسماء.