«صفقة بانكوك» تحل أزمة غوشة

الأردن «يرحل» مسؤول حماس ثم يسمح بعودته «مواطنا عاديا» لا يمارس السياسة

TT

عمان ـ الدوحة:

«الشرق الأوسط» شهدت الساعات الاخيرة في قضية الناطق الرسمي باسم حركة حماس المهندس ابراهيم غوشة الذي كان محتجزا في صالة الترانزيت في مطار الملكة علياء الدولي لمدة اسبوعين، قبل ترحيله وبشكل مفاجئ الى بانكوك كما ذكرت الحكومة الاردنية امس، احداثا وتطورات مثيرة، انتهت كما يبدو الى صفقة بينه وبين السلطات الاردنية يعود بموجبها الى الاردن للعيش كمواطن لا يمارس اي نشاطات سياسية او اعلامية او تنظيمية تتعلق بحماس.

ففي اطار «صفقة بانكوك» للخروج من الازمة التي سببها وجود غوشة بين الاردن وقطر التي نقلته خطوطها الجوية الى عمان، اعلنت الحكومة الاردنية في وقت متأخر امس، انها وبناء على توصيات ملكية قررت السماح لغوشة بالعودة الى الاردن ليعيش كمواطن ملتزما التزاما كاملا بالدستور الاردني والقوانين المرعية.

ونشرت وكالة الانباء الاردنية (بترا) وثيقة قالت انها بخط غوشة وتحمل توقيعه جاء فيها «انه تجاوبا مع توجيهات المكتب السياسي لحركة حماس التي احترمها وكذلك حرصا على الحفاظ على العلاقات العربية والاخوية وخروجا من الازمة فقد غادرت الاردن برغبتي يوم الاربعاء ليلا (امس) الى بانكوك واتمنى ان اعود بمشيئة الله للاردن الحبيب خلال بضعة ايام قادمة، علما بانني سأقوم بتجميد نشاطاتي السياسية والتنظيمية والاعلامية الخاصة بحركة حماس. كما انني اناشد جلالة الملك عبد الله بما عرف عنه من سعة صدر تتسع لجميع ابنائه ان يتفضل مشكورا بالإيعاز للحكومة لانهاء هذه الازمة».

ورغم ان حركة حماس تنفي اصدار اي توجيهات لغوشة في هذا الخصوص لعدم وجود الاتصال بينهما، الا ان مسؤولا في الحركة قال لـ «الشرق الاوسط» «ان ما جاء في الوثيقة التي تلقينا نسخة عنها لا يتناقض مع الخط المعلن للحركة في هذه القضية. لقد اعلنا في اكثر من مناسبة استعداد المبعدين الاربعة بالالتزام بعدم مزاولة اي اعمال سياسية او اعلامية او تنظيمية تتعلق بحماس في الاردن».

ونفى المسؤول الذي طلب عدم الكشف عن اسمه وجود اي صفقة بين حماس والاردن. لكن مسؤولا من حماس كان قد توقع في تصريحات لـ«الشرق الأوسط» في وقت مبكر من امس سيناريو ما حصل واحتمال صدور مكرمة ملكية، الامر الذي يؤكد وجود صفقة على نطاق اوسع. وثمة من شكك في ان يكون غوشة قد غادر اصلا الاردن الى بانكوك.