بلغراد: نور الدين صالح في الوقت الذي اكدت فيه مصادر مقربة من زعيم صرب البوسنة السابق رادوفان كرادجيتش، الذي تتهمه محكمة جرائم الحرب في لاهاي بارتكاب جرائم حرب بحق مسلمي البوسنة وكرواتها، انه بدأ الاعداد لتسليم نفسه للمحكمة، لانه لم يعد يحتمل التخفي والتنكر عندما يريد ان يتنقل، قالت زوجته امس ان زوجها الهارب من مطاردة القوات الاطلسية في البلقان، «لا ينوي على الاطلاق تسليم نفسه للمحكمة».
واضافت: «اننا مضطرون الى نفي ما اشيع حول ان رادوفان كرادجيتش ينوي تسليم نفسه لمحكمة الجزاء الدولية بلاهاي مقابل تخفيف العقوبة عنه».
يذكر ان مصادر قريبة من كارادجيتش اكدت مساء اول من امس انه ينوي تسليم نفسه للمحكمة لأن عائلته «تعيش لحظات نفسية قاسية في كل مرة يلتقي خلالها بهم، كما ان حرسه الشخصي بدأوا يتخلون عنه بعد ان نفدت الاموال التي كان يدفع لهم منها مرتباتهم، فضلا عن ان حكومة صرب البوسنة اعدت مرسوما يقضي بالتعاون مع محكمة جرائم الحرب الدولية قدمته للبرلمان للتصديق عليه».
ونسبت مصادر غربية لزوجة كرادجيتش قولها في وقت سابق ان زوجها، كان منشغلا، خلال السنوات الماضية، في جمع ادلة لدفع التهم الموجهة اليه، وان لديه الآن الادلة الكافية التي تثبت براءته، وان طاقم المحامين الذين ساعدوه في ذلك اكدوا له انه بريء من جميع التهم التي وجهتها اليه المحكمة الدولية.
من ناحية اخرى أدان وزير خارجية البوسنة زلادكو لوجومجيا تصريحات ادلى بها رئيس وزراء صرب البوسنة ملادن ايفانيتش في لاهاي، والتي ادعى فيها جهله بمكان اختباء كرادجيتش وزميله راتكو ملاديتش المتهمين بارتكاب جرائم حرب في البوسنة. وقال لـ«الشرق الأوسط» امس: «ملادن ايفانيتش يكذب، وهو يعلم مكان اختباء رادوفان كرادجيتش وراتكو ملاديتش بعد عودتهما من بلغراد والجبل الأسود، حيث لم تعد الديار آمنة بعد ترحيل الرئيس اليوغوسلافي السابق سلوبودان ميلوشيفيتش للاهاي والذي كان يحمي مجرمي الحرب الصرب».
وأشار الى «حادثة التلفزيون البلجيكي الذي تمكن من اجراء مقابلة صحافية مع رادوفان كرادجيتش، قرب بالي، ثم لحقت بهم الشرطة الصربية السرية والمخابرات، وصادرت الفيلم وكاميرا التصوير، واتهم الصرب بعد ذلك الفريق التلفزيوني البلجيكي بالافتراء وطالبوه بتقديم الأدلة التي قاموا هم بمصادرتها».