حريق في جامع قرطبة بإسبانيا أتى على قسم من أرشيفه التاريخي

TT

شبت النار فجأة بعد ظهر أمس في أشهر الجوامع وأكبرها خارج العالم الاسلامي، وأتت على أكثر من 5 في المائة من المحتويات الأرشيفية لجامع قرطبة الشهير في اسبانيا، قبل أن يتمكن رجال الاطفاء من السيطرة عليها، في حادث تحقق فيه شرطة المدينة الآن، وفق ما ورد في بيان لها عن الحريق الذي لاحظه سياح كانوا هناك وفروا هلعاً. وقالت رئيسة بلدية قرطبة، روزا أغيلار، في بيان مقتضب عما التهمته ألسنة النار من مواد أرشيفية يعود بعضها الى القرن الاسلامي الحادي عشر «إننا لا نعرف حقيقة ما ضاع وسط ألسنة النار، إلا بعد توضيب ما بقي من الموجودات الأرشيفية ثانية»، من دون أن تتطرق الى مزيد من التفاصيل، لكنها هنأت طاقم قسم الاطفاء العامل بشكل دائم في الجامع الشهير «لاسراعهم باخماد ما كان سيحدث كارثة حضارية»، في اشارة منها الى أهمية ما يحتويه الجامع من ملفات ورسائل وكتب ورسوم مضى على وجودها فيه 1200 عام على الأقل.

وقد بني جامع قرطبة، المعروف بأعمدته الداخلية ومقوّساته الداعمة البالغ عددها أكثر من 500، الخليفة الأموي عبد الرحمن الأول في العام 780 ميلادية، ثم تابعه خليفته عبد الرحمن الثاني، ومن بعدهما الخليفة الحاكم الثاني والخليفة المنذر، وجرت عليه 4 تحسينات واصلاحات خلال 200 سنة، كان آخرها في العام 987 ميلادية، حيث ما زال الجامع عليها قائما على مساحة 23 ألف و400 متر مربع، أي في الموقع الذي كانت فيه كنيسة «سان فيسنت» التي أبقى البناؤون عليها بجواره الى الآن.