القصف الإسرائيلي لنابلس يوقف معارك فلسطينية ـ فلسطينية

TT

تل ابيب: نظير مجلي اوقف القصف الاسرائيلي امس لاجزاء من مدينة نابلس شمال الضفة الغربية الذي اسفر عن مقتل شرطيين واقتحام منطقة قريبة جنوب المدينة، مواجهات فلسطينية ـ فلسطينية داخل المدينة استمرت طيلة الليلة قبل الماضية، كان يمكن ان تتصاعد خاصة انها اسفرت عن مقتل شخصين وجرح اكثر من عشرة اشخاص والحاق اضرار جسيمة بالممتلكات.

وامر الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات باعتقال احمد الطابوق احد قادة «الفهود السود» التابعة لحركة «فتح» ابان الانتفاضة الاولى الذي اعتبر مسؤولا عن اثارة المشاكل التي بدأت باطلاقه النار على شخصين واصابتهما في مخيم العين شمال نابلس لاسباب لها علاقة بفرض السطوة.

وحمل حسام خضر عضو المجلس التشريعي الفلسطيني، الرئيس ياسر عرفات مسؤولية ما جرى لانه كما قال يسمح لاشخاص بتشكيل عصابات واستغلال القانون والمناصب. وقال خضر لـ«الشرق الأوسط» «ان الطابوق وهو من رجال غسان الشكعة رئيس البلدية عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية، كان يحاول الليلة قبل الماضية فرض سطوته على المخيم، فتصدى لها شبابه فاصاب اثنين منهم». واضاف «ان شباب المخيم خرجوا بالمئات احتجاجا وتوجهوا الى وسط المدينة حيث منزل الطابوق فهاجموا بطريقهم مقر البلدية وحطموا نوافذه. ووقعت اشتباكات مسلحة بين المتظاهرين وجماعة الطابوق وزعران الشكعة، الامر الذي اسفر عن مقتل شابين، احدهما من عائلة المصري والثاني من عائلة الاغبر».

ونفى وليد نجل غسان الشكعة ان يكون الطابوق الذي وصفه بالمناضل، من رجالات والده، لكنه اكد وقوع الاحداث التي اعادها الى خلافات شخصية، واتهم طرفا ثالثا مرتبطا باسرائيل باستغلالها واثارة المشاكل التي ادت الى قتل الفلسطينيين. كما اكد الشكعة الابن ان الرئيس عرفات اصدر امرا باعتقال الطابوق.

وبعد ساعات من توقف الاشتباكات الداخلية، بدأت قوات الاحتلال يوما من التصعيد العسكري الكثيف، فقصفت مواقع للاستخبارات العسكرية في نابلس، واسفر القصف عن مقتل عنصرين من الجهاز وجرح عدد اخر بحجة ان مسلحين فلسطينيين اطلقوا النار على سيارة مستوطن فاصابوه بجروح بالغة واصابوا زوجته وطفلته بجروح خفيفة. وتوغلت القوات الاسرائيلية في مناطق تابعة للسلطة الفلسطينية قرب قريتي بركة وكفر قليل جنوب نابلس حيث وقعت اشتباكات مسلحة بين جنود الاحتلال ورجال الامن الوطني الفلسطيني.

وسبقت ذلك اعمال استفزازية في مدينة الخليل، قام بها المستوطنون الذين يعملون من اجل جر حكومة ارييل شارون الى حرب شاملة ضد الفلسطينيين. فمنذ ساعات الصباح الاولى ىبدأ المستوطنون يقذفون بالحجارة بيوت الفلسطينيين ومممتلكاتهم. سرعان ما تحولت الاعتداءات الى عمليات اطلاق نار باتجاه المصلين في الحرم الابراهيمي والعمال. وساندت قوات الاحتلال المستوطنين في اعتداءاتهم وفرضت حظر التجول على الاحياء الفلسطينية التي لا تزال تحت سيطرتها في المدينة. واتسعت حلقة الاعتداءات لتخلف وراءها اكثر من 15 جريحا.

اثر ذلك، تخفى ثلاثة مسلحين فلسطينيين بزي جنود اسرائيليين ونصبوا كمينا لسيارة عسكرية وانهالوا عليها بالنيران لكنهم اخطأوها واصابوا مستوطنا بجروح بالغة.

الى ذلك، سلمت اسرائيل غير آبهة بالاعتراضات الدولية امس، 24 عائلة مقدسية اخطارات تبلغها بقرار هدم بيوتها بحجة انها بنيت بدون تراخيص.