المختار ولد داداه يعود إلى موريتانيا بعد 21 عاما في المنفى

TT

يعود اليوم الى نواكشوط في حدود الساعة الثانية ظهرا بالتوقيت المحلي الرئيس الموريتاني الاسبق المختار ولد داداه ضمن رحلة نظامية للخطوط الفرنسية وسط جدل واسع حول طبيعة التكريم الذي يفترض ان يلقاه اول رئيس للبلاد.

ففيما تحبذ السلطات ان يتولى وزير الداخلية استقبال ولد داداه بقدر اقل من البروتوكول، تدعو اوساط سياسية واعلامية الى ان يتم الاحتفاء على اوسع نطاق بالرئيس الاسبق باعتبار انه أبو الاستقلال واول رئيس للبلاد التي غاب عنها اكثر من 20 عاما.

الا ان عز الدين، نجل الرئيس الاسبق، قال للصحافيين ان عودة والده تتم بتنسيق كامل مع السلطات وهي التي ستتولى تحديد طبيعة الاستقبال الذي سيلقاه في المطار.

وفيما حبذ احمد ولد لفضل، وهو ناشط في حزب اتحاد القوى الديمقراطية الذي حظرت السلطات نشاطه، الانتظار، مشيرا الى «اننا ننتظر ماذا يريده الرئيس الاسبق، وهل يريد اقامة مريحة في نهاية حياته بعيدا عن السياسة ام انه سيحاول لعب دور ما.

ويضيف ولد لفضل الذي كان يتحدث لـ«الشرق الأوسط»: «اننا فرحون بعودة الرجل الى وطنه ونأمل ان يلقى الاحتفاء اللازم».

غير ان اوساطا قريبة من السلطة لا تتوقع ان يغير وجود ولد داداه في بلده الشيء الكثير، فهو حسب هذه الاوساط رجل مسن ومريض، ويريد ان يرتاح، ولا تساعده قواه على القيام بأي دور سياسي.

وكانت عودة المختار ولد داداه ثمرة جهود كبيرة بذلتها اوساط مختلفة داخل عائلته ورموز في السلطة لتأمين تحقيق الحلم الذي راود الرئيس الموريتاني الاول بقضاء ايامه الاخيرة في بلاده. وظلت هذه العودة تتأرجح بسبب مخاوف السلطة من استغلالها سياسيا، في الوقت الذي كانت تعد فيه لجنة من السياسيين من قدامى زملائه في السلطة لاستقبال حاشد، وهو ما واجهته السلطات بالرفض الكامل. وقد لعب ابنه عز الدين دورا كبيرا في هذه العودة التي تتم اليوم بعد منفى دام 21 سنة قضى اغلبها في مدينة نيس بجنوب فرنسا.