واشنطن تتهم سورية بتطوير اسلحة جرثومية ودمشق تعتبر التهمة تبريرا

TT

كانبيرا: أ.ف.ب اتهم وزير الدفاع الاميركي دونالد رامسفيلد سورية بصنع اسلحة جرثومية في ما وصفه بـ«انتهاك للمعاهدة الدولية» في هذا الشأن وذلك في تصريحات نشرت في كانبيرا (استراليا) امس. وحذر من ان الاستخبارات العسكرية الاميركية كشفت عن عدد لا يستهان به من الدول المتورطة في ما سماه «التسلح وفقا لتجهيزات حربية جرثومية» . غير ان اوساطا سياسية سورية استبعدت امس ان تكون ملاحظات وزير الدفاع الاميركي، حول التطوير السوري المزعوم للاسلحة الجرثومية موجهة ضد سورية تحديدا. واعتبرت هذه الاوساط ان تصريحاته تأتي في ظل الظروف الحرجة التي واجهها وزير الدفاع الاميركي في كانبيرا نتيجة لقرار واشنطن الاخير بعدم التوقيع على بروتوكول يتعلق بالحد من الاسلحة الجرثومية، الامر الذي انتقدته استراليا بشدة.

واضافت الاوساط السورية ان تصريحات رامسفيلد تأتي ايضا نتيجة عدم اقتناع احد بمشروع الدرع الصاروخي الاميركي الذي يرى الجميع ان لا ضرورة له، ومن هنا الزعم بقيام بعض الدول بتطوير اسلحة جرثومية تؤثر على «الامن القومي الاميركي»، على حد زعم رامسفيلد.

واعتبرت الاوساط السياسية السورية ان التصريحات الاميركية «ستبقى محصورة بالظروف التي دفعت الادارة الاميركية الى اطلاقها». الا ان هذه الاوساط لفتت الى ان رامسفيلد تجاهل ان اسرائيل تطور اصناف اسلحة الدمار الشامل، الامر الذي يهدد امن منطقة الشرق الاوسط باكملها.

وقد لوحظ امس أن وزير الخارجية الاميركي، كولن باول ـ الموجود ايضا في كانبيرا ـ اعرب عن تأييده لتصريحات رامسفيلد الذي قال ان الولايات المتحدة ستكون «ساذجة» اذا تجاهلت التهديد الذي تشكله الاسلحة البيولوجية والكيميائية والنووية للامن الاميركي. واضاف انه سيكون من «واجب» الولايات المتحدة ان تتخذ اجراءات للحيطة من خلال تطوير نظام للدفاع المضاد للصواريخ يوجه ضد دول تحاول اقتناء اسلحة دمار شامل «وليس ضد قوات سوفياتية او روسية او صينية».

وكان باول ورامسفيلد قد وصلا أول من أمس الى كانبيرا للمشاركة في الاجتماع الاسترالي ـ الاميركي السنوي الذي افتتحه رئيس الوزراء الاسترالي جون هوارد.

وذكر رامسفيلد ان سورية وايران والعراق تسعى الى تطوير اسلحة جرثومية في ما وصفه بانه «خرق» لتعهداتها في البروتوكول الهادف الى التحقق من تطبيق معاهدة الاسلحة الجرثومية الموقعة عام 1973. وقال انه «حين وقعت المعاهدة كان من الواضح ان الاطراف المشاركة اعتقدت انها غير قابلة للتحقق». واضاف «انها معاهدة وقعت عليها دول مثل سورية وايران والعراق ـ عدد من الدول التي لم يلاحظ تقييدها في بعض هذه المسائل».

وادلى رامسفيلد بهذه التصريحات مدافعا عن قرار واشنطن عدم تبني مشروع بروتوكول يتعلق بالحد من الاسلحة الجرثومية وهو ما انتقدته استراليا بشدة.

وكان الموقف الاميركي حول الاسلحة الجرثومية موضع خلاف امس في اول اجتماع يجري على مستوى رفيع بين البلدين الحليفين منذ تولي ادارة جورج بوش السلطة في يناير (كانون الثاني).

وتقول واشنطن ان قدرات دول «خارجة عن القانون» على شن هجمات باسلحة نووية وجرثومية على الولايات المتحدة وحلفائها هي الدافع الرئيسي وراء مشروعها لنشر درع مضاد للصواريخ.