مناهضو العولمة يستعدون لـ«معركة الدوحة»

TT

ينوي المعارضون للعولمة الذين خربوا لقاءات منظمة التجارة العالمية التي عقدت في سياتل وبراغ قبل تحويلهم جنوى الايطالية الى ساحة معركة خلال قمة الدول الصناعية الثماني التي عقدت الشهر الماضي، شد الرحال الى العاصمة القطرية، الدوحة، لخوض معركة جديدة هناك.

وبينما يرى مايكل مور مدير منظمة التجارة العالمية ان مؤتمر الدوحة للمنظمة في نوفمبر (تشرين الثاني) المقبل له اهمية خاصة، باتجاه جولة مفاوضات تجارة عالمية جديدة تنقذ الاقتصاد المعولم من الوقوع في اسر الركود، فان معارضي العولمة يقولون ان جولة المحادثات المقبلة ما هي الا «مؤامرة اخرى» تزيد من ثراء الدول الغنية وتضاعف من فقر الفقراء. وتراهن الدول الصناعية على المؤتمر في اطلاق مفاوضات التجارة.

في مواجهة هؤلاء هناك الفريدا كليرمان التي كانت من بين المتظاهرين ضد العولمة في سياتل وبراغ وجنوى التي تقول «لا يمكننا السماح لقمة قطر بالانعقاد، فهم يخططون لشطب التعرفة الجمركية عن المنتجات الزراعية خلال بضع سنوات، وهذا سيفتح ابواب الاسواق العالمية امام منتجات المزارع الاميركية ويقود الى تدمير المزارع في كل مكان آخر، بما فيها الاتحاد الاوروبي».

وأضافت «حضر من رفقائنا الى جنوى 85 شخصا بينما نأمل ان يوجد منا المزيد في الدوحة». كما اكد زعيم الفلاحين الفرنسيين جوزي بوف ايضا نيته السفر الى الدوحة لأجل المشاركة في «المعركة التالية». وعبر مكالمة هاتفية معه قال بوف «اننا نخوض حربا لاجل مستقبل الحضارة، ولا يمكن ان نسمح لبضع عشرة شركة عالمية بحكم العالم من خلال منظمة التجارة العالمية ومعها عدد من المنظمات المشابهة». ويأمل بوف في ان يتمكن مئات النشطاء الفرنسيين من الوصول الى الدوحة في نوفمبر المقبل. كما سيتوجه الى هناك عدد من كبار المثقفين الفرنسيين ومن بينهم فيفيان فورستر صاحبة كتابين ضد العولمة حققا افضل المبيعات هناك، ويتوقع ان تلقي كلمة في اجتماع حاشد الى جانب نعومي كلين الاميركية مصنفة كتاب ضد العولمة من الكتب الاكثر مبيعا.

والوصول الى الدوحة بالطبع ليس بسهولة الوصول الى سياتل او براغ او جنوى الا ان السلطات القطرية بادرت الى التأكيد لمنظمة التجارة العالمية انها ستسمح باستقبال رحلات اضافية من العواصم الاوروبية الكبرى قبل وبعد عقد القمة. وليس من الواضح بعد إن كان المعارضون للعولمة سيسمح لهم بالوفود الى الدوحة على متن رحلات خاصة. واشار مسؤول من وزارة الخارجية الفرنسية امس الى ان «الاجراءات الامنية اعتبار مهم للغاية ونحن على اتصال مع السلطات القطرية بشأن هذه المسألة، كما اننا على ثقة بأن كل شيء سيكون تحت السيطرة».

ومن بين المسائل المهمة الاخرى ان كانت قطر ستسمح للمتظاهرين بالدخول الى البلاد بموجب قوانين منح التأشيرات المعمول بها حاليا. وبامكان معظم مواطني الدول الغربية الحصول على تأشيرات دخول لحظة وصولهم الى قطر، شريطة ان يكون هناك كفيل لهم. وغالبا ما يتغاضى عن هذا الشرط، اذ تعتبر الفنادق المحلية بمثابة كفيل لمن ينزل فيها من زوار.