الأمن الفلسطيني يعتقل «مدبر» تفجير القدس و3 في نابلس قبل تنفيذهم عملية انتحارية

الدعوة إلى إضراب عام والشرطة الإسرائيلية تعتدي على عشراوي

TT

ذكرت مصادر اسرائيلية في القدس، امس، ان «الشاباك» (المخابرات العامة في الدولة العبرية) تفحص مدى صدق المعلومات التي أبلغتها بها الولايات المتحدة ومفادها بأن أجهزة الأمن الفلسطينية منعت تنفيذ عملية انتحارية أخرى في اسرائيل وألقت القبض على عبد الله برغوثي، الذي تتهمه تل أبيب بالوقوف وراء العملية الانتحارية في القدس. وأكدت مصادر في «حماس» اعتقال البرغوثي.

وكان الأميركيون قد أبلغوا اسرائيل رسمياً بهذه المعلومات. وقالوا انه بالاضافة الى البرغوثي تم اعتقال ثلاثة فلسطينيين من نابلس، وهم في طريقهم الى احدى مدن الساحل في اسرائيل، ويحملون عبوة ناسفة جاهزة للانفجار.

واعتبر الأميركيون هذين النبأين خطوة هامة في طريق وقف العنف والعودة الى طاولة المفاوضات، وأشادوا بقرار الرئيس الفلسطيني، ياسر عرفات، «العودة الى مكافحة الارهاب». وأكدوا ان معلوماتهم استقوها من محادثة عرفات مع وزير الخارجية، كولن باول، اول من أمس.

وقد شكك الاسرائيليون في هذه المعلومات، وأعربوا عن خشيتهم من ان يكون عرفات فعل ذلك لكي يسحب البساط من تحت أقدام شارون ليمنعه من القيام بعملية انتقامية رداً على العملية الانتحارية في القدس. وقالوا انهم يريدون ان يفحصوا المعلومات اولاً، وما اذا كان البرغوثي معتقلاً لمعاقبته ومحاكمته فعلاً ام انه اعتقال حماية حتى لا تقتله اسرائيل وما اذا كان النابلسيون الثلاثة الذين اعتقلوا هم اعضاء الخلية التي وصلت الى اسرائيل، معلومات عنها ام لا.

وقال مسؤول اسرائيلي امس ان هذه المعلومات مهمة ولكنها لا تكفي لالغاء حالة الاستنفار الأمني، اما الفلسطينيون فلم يتطرقوا للنبأ ولم يعقبوا عليه.

الى ذلك فرقت الشرطة الاسرائيلية بالقوة امس مظاهرة فلسطينية امام بيت الشرق، المقر شبه الرسمي لمنظمة التحرير الفلسطينية الذي كانت اسرائيل احتلته في القدس الشرقية ردا على عملية انتحارية وقعت الخميس الماضي في القدس الغربية. وكان نحو مائة متظاهر حاولوا الاقتراب من مبنى بيت الشرق الذي تطوقه حواجز للشرطة الاسرائيلية عندما قامت عناصر الشرطة بتفريقهم بالقوة. ودعا امين سر حركة فتح في الضفة الغربية مروان البرغوثي الى اضراب عام غدا في الاراضي الفلسطينية للتنديد بـ«احتلال اسرائيل لبيت الشرق» والى حركة تضامن واسعة مع الفلسطينيين.

وقبيل تفريقهم، هتف المتظاهرون بشعارات معادية لاسرائيل وحملوا لافتة كتب عليها «بيت الشرق سيبقى قلعة وشاهدا على الارهاب الاسرائيلي».

واعلنت الاذاعة الاسرائيلية الرسمية عن اعتقال 12 شخصا في ختام هذه المواجهات. وافادت مصادر فلسطينية عن اعتقال 11 شخصا هم ثلاثة فلسطينيين وثمانية اجانب (ستة اميركيين وفرنسي ودنماركي).

وكانت حنان عشراوي، عضو المجلس التشريعي الفلسطيني (البرلمان) حاولت بعيد تفريق التظاهرة وبرفقة عشر شخصيات فلسطينية اخرى، عبور الحواجز المنصوبة في محيط بيت الشرق ولكن الشرطة صدتهم.

وبعد هذا الحادث، اعلنت عشراوي «انهم يستخدمون القوة ونحن نقوم بأعمال حضارية». وافادت الاذاعة الاسرائيلية ان الشرطة تتهم عشراوي بالتحريض على اعمال العنف وتنوي اتخاذ تدابير في حقها لمنعها من الدخول الى القدس التي احتلت اسرائيل قسمها الشرقي وضمته عام .1967 وخلال الحادث، كان يرافق عشراوي النائب العربي الاسرائيلي من حزب حداش الشيوعي (ثلاثة مقاعد من اصل 120 مقعدا في الكنيست) محمد البركة، حسب الاذاعة.

ووصف العاهل الاردني الملك عبد الله الثاني اقتحام اسرائيل بيت الشرق بـ«سابقة خطيرة» حسبما اعلن الديوان الملكي امس.