عازف موسيقي ينسحب بسبب رنين هاتف جوال

TT

تصاعدت الحملة المناهضة لاستعمال الهواتف الجوالة في المناطق العامة في بريطانيا بعدما ذاع خبر توقف عازف البيانو الشهير آندراش شيف عن الأداء في حفلة أحياها في سياق مهرجان إدنبره العالمي، احتجاجاً على رنين هواتف جوالة وسعال في الصالة. وكان العازف المجري الاصل الذي يُعد واحداً من أبرز الموسيقيين الذين قدموا تراث باخ وشوبرت، قد عمد الى الاندفاع خارج صالة «أوشر هول» التي احتشد فيها جمهور كبير الاحد الماضي جاء ليستمع الى أدائه مقطوعات لموتسارت. ونُسب الى شهود عيان قولهم إن الانزعاج كان بادياً عليه لدى مغادرته الصالة بصورة مفاجئة بسبب الضجة التي أحدثتها الهواتف والسعال.

ونفت متحدثة باسم المهرجان في اتصال مع «الشرق الاوسط» أن يكون العازف المعروف قد قطع الحفلة تعبيراً عن استيائه. وأضافت إن «رنين الهواتف المباغت أفقد شيف قدرته على التركيز، الامر الذي دفعه الى التوقف بقصد اخذ استراحة قصيرة خلال فاصل صغير بين حركتين موسيقيتين في مقطوعة موتسارت». وزادت «لقد كانت الاستراحة مجدية، إذ سرعان ما عاد الى الصالة بذهن صاف ليكمل الحفلة». وأكدت أن إدارة المهرجان «تنبه الحضور الى ضرورة إغلاق هواتفهم الجوالة قبل بدء كل عرض، بيد أن البعض يفوته الاستماع الى هذا التنبيه الذي نتلوه على أسماعهم باستمرار». وردا على سؤال لـ«الشرق الاوسط» حول حدوث واقعة من هذا النوع سابقاً في حفلات المهرجان، قالت المتحدثة «لم يحصل ذلك من قبل أبداً على حد علمي». ويُشار الى أن الحادثة وقعت خلال سادس حفلة أحياها شيف في الدورة الحالية للمهرجان، وهو ثابر على المشاركة بكثافة في التظاهرة منذ سنوات عدة.

ويذكر أن المهرجان، الذي يعتبر أكبر مهرجان ثقافي في العالم ويربو عمره على خمسين عاماً، شهد قبل سنوات حادثة أثارت جدلاً كبيراً لاسيما أنها كانت غير مسبوقة. فقبيل ظهور عازف بيانو روسي شهير على مسرح صالة «كوينز هول» في إدنبره، وقف أحد الحضور ليوجه سلسة انتقادات صاخبة لمدير المهرجان لأنه أمر بتلبية رغبة الموسيقي الذي طلب إطفاء الانوار أثناء العزف. وبينما لم ينبس برايان ماكمانستار آنذاك بكلمة رداً على الرجل الغاضب، فقد اضطر الاخير الى «الفرار» لتفادي بعض الحضور الذين أخذوا يتسابقون للدفاع عن عازفهم المفضل.