«حرب الوزراء» مستمرة في لبنان وقرداحي يفتح النار على العريضي

TT

شهدت الساحة السياسية في لبنان امس فصلاً جديداً مما بات متعارفاً عليه باسم «حرب الوزراء» او «حرب الرسائل بالواسطة» بين رئيس الجمهورية اميل لحود ورئيس مجلس الوزراء رفيق الحريري الذي يمضي اجازة في سردينيا.

فبعد المؤتمر الصحافي «الناري»، الذي عقده اول من امس وزير الاعلام غازي العريضي القريب من الحريري وعضو كتلة النائب وليد جنبلاط البرلمانية الذي وصف فيه عملية اطلاق سراح الموقوفين من «القواتيين» و«العونيين» بـ«المسرحيات والبطولات»، مطالباً بادخال المسؤول عما جرى السجن، رد وزير الاتصالات جان لوي قرداحي، القريب من رئيس الجمهورية، امس على ما قاله العريضي، معتبراً انه «يتكلم باسم الحزب التقدمي الاشتراكي (الذي يرأسه جنبلاط) ولا يلزم الحكومة»، مذكراً بأن العريضي «كان الناطق باسم الحزب إبان احداث الجبل خلال ادارته لـ«اذاعة الجبل» التابعة للحزب».

إلا ان وزير الأشغال نجيب ميقاتي الذي تولى مهمة الإطفائي امس تمنى على الوزراء ان يطرحوا آراءهم داخل مجلس الوزراء، مؤكداً في الوقت نفسه ان «الأمور مستقرة»، ولافتاً الى ان «اجازة الرئيس الحريري كانت مقررة مسبقاً»، وأعلن انه «سيعود الأحد المقبل لاستئناف عمله بشكل طبيعي وستعود الأمور الى مجراها الطبيعي». وكان الحريري قد اجتمع امس بالوزراء مروان حمادة وغازي العريضي وفؤاد السعد (من كتلة جنبلاط) وفؤاد السنيورة الذين انتقلوا الى سردينيا. وذكر بيان صادر عن المكتب الاعلامي للرئيس الحريري ان الوزراء حمادة والسعد والعريضي وضعوه في اجواء لقاء النائب جنبلاط بالرئيس السوري الدكتور بشار الأسد اول من امس، كما جرى تشاور في آخر التطورات على الساحة الداخلية وأبعاد وأهمية المؤتمر الذي عقده جنبلاط في العاصمة الأردنية عمان مع العرب الدروز في الأراضي الفلسطينية التي احتلت عام 1948. كذلك اطلع الحريري من وزير المالية فؤاد السنيورة على الخطوات التي انجزت لإعداد مشروع موازنة عام 2002. وأعلن عن ترؤس الحريري عصر الثلاثاء المقبل في مكتبه في السراي الكبير ببيروت اجتماعاً للهيئة العليا للخصخصة.

ومن المقرر ان يلتقي الرئيس لحود النائب جنبلاط اليوم على مأدبة غداء في قصر بعبدا لاستئناف الحوار والبحث في السبل الآيلة الى تهدئة الأوضاع، خصوصاً ان جنبلاط الذي التقى الرئيس الأسد سمع منه كلاماً واضحاً حول دعم القيادة السورية لرئيس الجمهورية وتجنب حصول أي «تشويش» على مسيرة العهد، والانصراف لمعالجة الأوضاع الاقتصادية المتأزمة وتعزيز الوحدة الداخلية، استعداداً لأي تطورات اقليمية مرتقبة، وفق ما أبلغه مسؤول لبناني بارز لـ«الشرق الأوسط» اطلع على اجواء لقاء الأسد ـ جنبلاط.