القاهرة تنقل اقتراح «غزة أولاً» للفلسطينيين مقابل ضمانات أميركية

بوش يطالب عرفات «بوقف العنف اذا كان يريد التفاوض» والفلسطينيون يسحبون مشروع قرار مجلس الامن

TT

نيويورك: صلاح عواد قالت مصادر دبلوماسية مصرية رفيعة المستوى ان الوفد المصري الذي زار واشنطن برئاسة المستشار السياسي للرئيس المصري الدكتور أسامة الباز وعد المسؤولين الأميركيين بنقل اقتراح وزير الخارجية الاسرائيلي شيمعون بيريس حول الانسحاب الاسرائيلي من غزة اولا الى الجانب الفلسطيني لدراسته بعقل مفتوح اذا حدث التزام أميركي معلن وواضح بشمول التسوية كل المناطق وضمن جدول زمني محدد واعلان واشنطن الالتزام بثوابت التسوية السياسية التي تؤكد اقامة الدولة الفلسطينية في الضفة الغربية وقطاع غزة.

وكشفت المصادر أن واشنطن طرحت على الوفد المصري أن تقوم القاهرة بدراسة اقتراح بيريس الذي يدعو لتنفيذ تدريجي لوقف اطلاق النار انطلاقاً من قطاع غزة حيث يكون مطلوباً ـ وفقاً لهذا الاقتراح ـ أن تطبق السلطة الفلسطينية بصرامة وقفاً لاطلاق النار لمدة أقصاها 4 أيام بعدها تسحب اسرائيل قواتها من القطاع وتبدأ في تخفيف اجراءات الحصار المفروض عليها وتشغيل العمال، وبعد غزة يشمل الوقف نابلس بشمال الضفة الغربية ثم بقية مناطق الضفة تباعاً.

وحسب المصادر فان الوفد المصري برئاسة الباز استقبل هذا الاقتراح بتحفظ وطرح عدة أسئلة حول أسباب اختيار بيريس لغزة أولاً والضمانات التي تحول دون أن يكون هذا الاقتراح تطبيقاً للفكرة الاسرائيلية باقامة الدولة الفلسطينية في غزة والتفاوض على بقية القضايا الى ما لا نهاية، اضافة الى الضمانات التي تؤكد موافقة رئيس الحكومة ارييل شارون على اقتراحات وزير خارجيته.

وأضافت المصادر أن الوفد المصري حصل في حينه على أجوبة أميركية اهمها عرض واشنطن اصدار اعلان أميركي أو دولي يؤكد ثوابت التسوية السياسية في مرجعية الأرض مقابل السلام وتنفيذ القرارين 242 و338 مع الاعتراف بحق الفلسطينيين في اقامة دولتهم المستقلة على الأرض التي احتلتها اسرائيل عام .1967 أما عن موافقة شارون فقد أفادت واشنطن بما يؤكد موافقته المسبقة على اقتراحات وزير خارجيته. إضافة الى ذلك لم تتحمس القاهرة لأفكار أخرى عرضت على وفدها في واشنطن في مقدمتها اقتراح بعقد مؤتمر مدريد مرة أخرى، حيث ترى القاهرة في ذلك تقويضاً لأسس التسوية التي جرى الاتفاق عليها في مؤتمر مدريد الأول، اضافة الى ما يمثله ذلك من الغاء لكل الاتفاقات السابقة التي لم تنفذها اسرائيل بالكامل.

وتبحث اتصالات القاهرة العربية في عدد من البدائل والمقترحات الجديدة تم بحثها مع الجانب الأميركي واتفق على قيام الجانبين كل على حدة حتى نهاية الشهر المقبل كموعد حدده الجانبان لبدء تكثيف الجهود من أجل احتواء الاخطار المترتبة على الموقف الراهن وتطبيق عدد من الآليات الجديدة التي يمكن أن تساعد على الخروج من المأزق الحالي.

على صعيد آخر وفي محاولة لايجاد حل وسط أبدت الولايات المتحدة استعدادها لمناقشة اقتراح البيان الرئاسي الذي تقدمت به بريطانيا والنرويج الى مجلس الأمن عن الوضع المتدهور في الأراضي الفلسطينية المحتلة، وذلك كبديل عن مشروع القرار الفلسطيني الذي قدم الى مجموعة عدم الانحياز في مجلس الأمن باسم المجموعة العربية لدى الأمم المتحدة ويطالب بارسال مراقبين وقالت واشنطن انها ستستخدم حق النقض (الفيتو) ضده.

وكانت بريطانيا والنرويج قد طلبتا اول من امس من مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة الموافقة على بيان عن ازمة الشرق الأوسط في محاولة لتجنب مشروع قرار عربي ستعترض عليه واشنطن بحق النقض (الفيتو).

غير ان ناصر القدوة الممثل الفلسطيني لدى الأمم المتحدة قال ان مشروع البيان الاوروبي الذي له وزن اقل من قرار «ليس له فرصة للنجاح» في تهدئة الصراع بين الاسرائيليين والفلسطينيين.

ويدين المشروع البريطاني ـ النرويجي كل اعمال العنف ويعرب عن اعتقاده ان التوصيات في تقرير لجنة شرم الشيخ لتقصي الحقائق (تقرير ميتشل) تبدي السبل للطرفين لوضع نهاية للعنف ولبناء الثقة بينهما والعودة الى المفاوضات. ويدعو المشروع الطرفين الاسرائيلي والفلسطيني الى تنفيذ التوصيات الواردة في تقرير ميتشل.