تجارب علماء كنديين تفتح الباب أمام معالجة مرض الشلل

TT

نجح باحثون في جامعة تورونتو الكندية في إعادة نمو الخلايا العصبية لفئران مشلولة، وذلك بعد زرع أنابيب بلاستيكية ملئت بمواد كيميائية كانت بمثابة جسر بين نهايات الحبل الشوكي المقطوع. وعبر العلماء لدى تقديمهم نتائج الدراسة اول من أمس إلى الجمعية الكيميائية الأميركية في شيكاغو، عن آمالهم في ان تؤدي هذه الأبحاث إلى معالجة المرضى بإصابات الحبل الشوكي. وصرّحت مولي شوجيت الباحثة في جامعة تورونتو التي اشرفت على البحث «ليست هناك رصاصة سحرية، وليس هذا هو الجواب لحد الآن، لكن هذه الأبحاث تمنحنا الأمل». وحذرت من «أن هناك حاجة إلى الكثير من الأبحاث قبل بدء التجارب على الإنسان».

ويصنّع هذا الأنبوب المرن بطول 6 ملم من نفس المواد التي تصنع منها العدسات اللاصقة. وقد صممته شوجيت ليضاهي مواصفات الحبل الشوكي الميكانيكية، ويساعد قطره البالغ 4 ملم على إدخاله مكان الجزء التالف من الحبل الشوكي ليصبح جسرا يوصل بين الأعصاب المقطوعة وبهذا يكون ممرا لإعادة النمو.

وبعكس الأعصاب المهشمة في بقية أجزاء الجسم البشري، فإن خلايا الحبل الشوكي لا يمكنها إصلاح نفسها بنفسها أو إعادة نموها بعد وقوع الحادث، وهذا يعني حدوث الشلل الدائم لدى المصابين. وباستخدام الفئران التي قطع عمودها الفقري، فقد اكتشفت شوجيت، وهي أستاذة في الهندسة الكيميائية، تقدما ملحوظا لدى الفئران في قابليتها على المشي بعد سبعة أسابيع على زرع الأنابيب البلاستيكية. ولأن هذه الأنابيب لم تؤد الى استرجاع الحركة الكاملة فقد ازداد استعمال الأرجل الخلفية لدى تلك الفئران.

وبالتعاون مع أطباء الأعصاب فإن الأبحاث تتركز الآن على مدى فعالية الأنبوب المملوء بهذه المواد الكيميائية على محاكاة الحبل الشوكي في جميع الوظائف، خاصة ان الأعصاب المقطوعة في الحبل الشوكي لا يمكنها إعادة نموها بعد القطع. ومع ان هذا الاكتشاف ما زال في مراحله الأولى، لكنه سيجلب الأمل للآلاف الذين يصابون بشتى الحوادث سنويا.