انفجار يصيب 35 في قلب العاصمة الجزائرية

TT

أصيب أمس اكثر من 35 شخصا، بينهم خمسة في حالة خطيرة، بجروح متفاوتة في انفجار عبوة ناسفة في الجزائر العاصمة وضعها مجهولون.

وهز الانفجار شارع عمّار القامة (شارتر سابقا)، الواقع أسفل حي القصبة الشهير، وذلك عند الساعة العاشرة والنصف، وهو الوقت الذي تشتد فيه الحركة في هذا الزقاق المخصص أساسا للمارة الذين يقصدون سوق الحي الشعبي. وأحدث الانفجار فوضى وهلعا كبيرين في أوساط سكان الحي، كما أثر نفسيا على سكان العاصمة الذين كانوا يعتقدون أنهم ودّعوا نهائيا سنوات الذعر وجحيم الانفجارات والاغتيالات.

وفي الساعات الأولى، التي تلت حدوث الانفجار كانت أغلب أبواب المحلات التجارية مغلقة ومدخل شارع عمّار القامة محاطا بطوق أمني خاص، بحيث صار ممنوعا على الفضوليين التوجه الى مكان الانفجار، وفسح المجال لرجال الشرطة لجمع المعطيات ومعاينة آثار العبوة. أما الضحايا، وهم من مختلف الأعمار ومن الجنسين، فقد نقل أغلبهم الى مستشفى نور الدين الأتاسي (مايو) بحي باب الوادي الشعبي القريب من مكان الحادث، وقد أغلقت أبواب المستشفى أيضا بحيث يمنع الدخول لأي كان. وسجلت مصادر طبية وجود خمس حالات في وضعية خطيرة، بينهم امرأة بترت ساقها وكهل انفجرت فيه العبوة بعد أن وضع قدمه على كيس بلاستيك أسود اللون كانت القنبلة داخله أمام محل لبيع مواد صنع الحلويات.

يذكر أن هذه العملية تأتي بعد عامين من الهدوء الذي عم العاصمة، حيث كانت آخر قنبلة وضعت قبل عامين في أحد أسواق حي باب الوادي الشعبي.

وفي غياب أية معلومات عن الجهة التي كانت وراء العملية، فان مراقبين، تحدثت اليهم «الشرق الأوسط»، يرون أن ما جرى أمس «لا يمكن أن نفصله عن الضجة التي تشهدها الساحة السياسية حاليا». ويشير المراقبون خاصة الى «ما يتردد حاليا عن استعداد الرئيس عبد العزيز بوتفليقة للاعلان عن اجراءات جديدة تخص المصالحة الوطنية، اضافة الى تصاعد حملة يقودها التيار الديمقراطي ضد محاولات اعادة الحزب المحظور (الجبهة الاسلامية للانقاذ) الى الساحة السياسية».