مجلس المطارنة الموارنة يصعد هجومه على الوجود السوري في لبنان

TT

فجّر مجلس المطارنة الموارنة في لبنان امس قنبلة سياسية جديدة بفتحه مجدداً ملف الوجود العسكري السوري في لبنان مطالبا بانسحاب القوات السورية.

وينتظر ان تكون لهذا الموقف الكنسي الماروني، كالموقف المماثل الذي اتخذه المجلس في سبتمبر (ايلول) الماضي، انعكاساته ومضاعفاته على الساحة السياسية الداخلية وكذلك على مستقبل العلاقة اللبنانية ـ السورية، خصوصاً انه لم يكتف بتكرار المطالبة بالانسحاب السوري، وانما تخطاه الى اجراء مقارنة سلبية بين وضع لبنان في ظل الوجود السوري الحالي وبين ما كان عليه هذا الوضع في ظل العهد العثماني وعهد المتصرفية والانتداب الفرنسي، حيث قال انه كانت يد الامراء اللبنانيين مطلقة في «حكم البلد وادارة شؤونه، في مقابل الجزية التي كانوا يدفعونها للباب العالي».

واعتبر مجلس المطارنة «ان لبنان لم يصل بتاريخه الى هذا الحد». وحذّر من «اوخم العواقب التي ينذر بها الوضع القائم»، مؤكداً ان «بقاء الجيش السوري (في لبنان) وما يتفرع عنه من اجهزة تهيمن على الحياة السياسية، يمنع ممارسة الحياة الديمقراطية ويقضي على الحريات»، منتقداً «الفاسدين والمفسدين من لبنانيين وسوريين الذين يستغلون الوجود العسكري السوري في لبنان لتقاسم الغنائم على حساب افقار الشعب وتقويض نظام لبنان». وفي اول تعليق رسمي على موقف المطارنة قالت اوساط رئيس مجلس النواب اللبناني نبيه بري، انه تلقى بامتعاض شديد هذا الموقف واتصل برئيس الجمهورية العماد اميل لحود للتشاور معه في هذا الامر، مستغرباً التوقيت الذي صدر فيه البيان بعد اجواء الوفاق السائدة بين اركان السلطة اللبنانية. ووجد ان الغاية منه هي النيل من سورية ودورها في لبنان وعلى المستوى الاقليمي.

بدورها توقفت اوساط سياسية لبنانية بارزة عند التوقيت الذي صدر فيه الموقف الكنسي الماروني، وادرجته في اطار «حملة الضغوط التي تتعرض لها سورية والتي بدت واضحة خلال الاحداث الاخيرة التي شهدها لبنان، حيث انبرت وسائل اعلام اجنبية للتهجم على سورية». ولاحظت هذه الاوساط «ان هذه الضغوط على سورية تستبق احداثا مفصلية منها الزيارة التي سيقوم بها الى دمشق رئيس السلطة الفلسطينية ياسر عرفات في 12 في الشهر الجاري والتي يتوقع ان تصدر خلالها وثيقة تاريخية تنسف اتفاق اوسلو وتؤكد استمرار الانتفاضة». واشارت هذه الاوساط الى ان اهمية هذه الزيارة والنتائج التي ستسفر عنها «لن تكون موضع ترحيب لدى الادارة الاميركية التي سبق لها ان عبرت عن امتعاضها من التقارب الذي حصل بين دمشق وبغداد وقبل ذلك بين دمشق وأنقرة، ومتابعتها بحذر للزيارة الاخيرة التي قام بها الرئيس السوري الدكتور بشار الاسد للكويت وما تردد عن وجود رغبة لديه في تحقيق تقارب بين العراق والكويت».