إسرائيل تفشل في إغتيال «صائد المستوطنين»

مصادر خليجية: قادة دول التعاون يعتبرون صمت واشنطن تشجيعا لحكومة شارون * أميركا توافق على صفقة لتزويد الجيش الإسرائيلي 52 مقاتلة «إف ـ 16»

TT

نجا امس من محاولة اغتيال اسرائيلية في مدينة طولكرم احد قادة كتائب شهداء الاقصى ـ الجناح العسكري لحركة فتح. واصيب رائد الكرمي المعروف باسم «صائد المستوطنين» بجروح بسيطة في المحاولة التي استخدمت فيها اسرائيل طائرات اباتشي بعد ان تمكن، وسائق السيارة حازم الحطاب، من الهرب بعد ان اصاب الصاروخ الاول الذي اطلقته الاباتشي مقدمة السيارة. لكن الصاروخين الاخرين لم يمهلا زميله عمر صبيح من الجبهة الشعبية ومصطفى عنبس من فتح فقتلا على الفور.

واعلن الجيش الاسرائيلي مسؤوليته، واتهم الكرمي الذي يتصدر اسمه قائمة اخطر المطلوبين السبعة التي سلمتها اسرائيل للسلطة الفلسطينية، بقتل ما لا يقل عن 4 اسرئيليين. لكن الكرمي (27 سنة) خرج من محاولة الاغتيال اكثر تصميما على القتال. وقال «سنواصل خطف وقتل الجنود والمستوطنين الى ان يخرجوا من ارضنا».

وفيما بدا ردا سريعا على محاولة الاغتيال قام مسلحون فلسطينيون بعد بضع ساعات فقط بقتل جندي اسرائيلي واصابة مجندة بجروح خطرة في منطقة لا تبعد كثيرا عن طولكرم شمال الضفة الغربية.

وروى الكرمي في حديث لـ «الشرق الاوسط» من سريره في مستشفى طولكرم حيث خضع لعملية جراحية لاستئصال شظية من عينه، محاولة الاغتيال منذ اللحظة التي استدرج فيها الى مكان الاعتداء وحتى نجاته من القتل. ويقول «كنت جالسا مع 4 من الاصدقاء والزملاء قرب منزل احدهم عندما تلقيت اتصالا هاتفيا يبلغني بان الدبابات الاسرائيلية تقتحم مخيم نور شمس. ركبنا سيارة الجيب انا والاخوان الثلاثة حازم ومصطفى وعمر محمود وتوجهنا فورا الى المخيم. ولدى وصولنا الى مفترق قرية اكتابا الى الشمال من المخيم نبهني صديقي حازم الذي كان يقود السيارة الى صوت غريب. فتحت باب الجيب للتأكد واذ بالصاروخ قادم نحونا ويضرب مقدمة السيارة، فقفزت انا وحازم بسرعة البرق من السيارة واختبأنا في محل لقطع غيار السيارات، فألحقت المروحية الصاروخ الاول بثان اصاب السيارة ولم يمهل الشهيدين عمر ومصطفى. واطلقت المروحية صاروخا ثالثا نحوي فاصبت بجروح بسيطة... شظية في العين وحرق بسيط في اليد».

من ناحية اخرى أكد مسؤول في الادارة الاميركية ان الولايات المتحدة وافقت على تزويد اسرائيل بـ52 طائرة حربية من طراز «إف 16 سي. دي» تصنعها شركة لوكهيد مارتن العملاقة لصناعة الطائرات. وقال المسؤول مؤكداً ما اعلنته شركة لوكهيد مارتن اول من امس، ان هذه الطائرات هي جزء من صفقة تم الاتفاق عليها بين البلدين اواخر التسعينات، وهي ايضاً جزء من صفقة وافق الكونغرس عليها تقضي ببيع اسرائيل حوالي 110 طائرات من هذا الطراز.

وتبلغ قيمة الطائرات الـ 52 حوالي ملياري دولار. وحسب قول مسؤول في شركة لوكهيد، فان اسرائيل وقعت تعديلا لرسالة عرض وقبول مع الحكومة الاميركية، وان ذلك جاء في اعقاب اتفاق مع الشركة في معرض باريس الجوي الذي اقيم في يونيو (حزيران) الماضي. وحسب قول المسؤول في الشركة، فان الاتفاق يغطي الطائرات ومساعدات التدريب والنقل ويعطي لوكهيد 1.3 مليار دولار من اجمالي قيمة الصفقة.

وتأتي هذه الدفعة من الطائرات اضافة الى 50 طائرة من طراز «إف 16» ايضاً طلبت اسرائيل شراءها في يناير (كانون الثاني) من العام الماضي.

جدير بالذكر ان اسرائيل تحصل على اكبر قدر من المساعدات الخارجية الاميركية، اذ تحصل على اكثر من 3 مليارات دولار، اي حوالي نصفها مساعدات عسكرية.

الى ذلك قالت مصادر خليجية ان قادة دول مجلس التعاون الخليجي يرون أن صمت ادارة الرئيس الأميركي جورج بوش هو الذي يشجع رئيس الوزراء الاسرائيلي ارييل شارون على التمادي في اشعال موجة العنف في المنطقة والاستمرار في التجاوزات الاسرائيلية الخطيرة بحق أبناء الشعب الفلسطيني، من خلال ممارسة سياسة الاغلاق والحصار والاغتيالات.

ويجري وزراء خارجية الدول الست الأعضاء في مجلس التعاون الخليجي خلال اجتماعهم مساء اليوم في جدة مشاورات لبلورة صياغة موقف موحد من تطورات الأوضاع في الأراضي المحتلة وذلك قبل اجتماع وزراء الخارجية العرب يوم الأحد المقبل في القاهرة من أجل تبني موقف عربي جماعي لحث الدول المؤثرة في عملية السلام للضغط على اسرائيل لوقف اعتداءاتها الوحشية واجراءاتها القمعية.

وتشير مصادر خليجية مسؤولة لـ«الشرق الأوسط» الى أن الموقف الخليجي الذي قد يخرج به المجلس الوزاري سيدعو المجتمع الدولي للتحرك سريعاً لوضع حد للقمع الاسرائيلي، والتأكيد على أن العملية السلمية لن تقوم لها قائمة ما لم يتم ايقاف التجاوزات الاسرائيلية.

وأفادت هذه المصادر بأن دول الخليج ستشدد في موقفها على ضرورة المطالبة بتوفير الحماية الدولية للشعب الفلسطيني.